11 سبتمبر 2025

تسجيل

كوكتيل أحزان

23 مايو 2016

* وكأن مصر باتت على موعد يومي مع الفواجع، والكوارث، والمصائب، لا تكاد تستفيق من كارثة حتى تلحق بها أخرى، ستة وستون بني آدم، بستة وستين حلماً، بست وستين أسرة ارتجت قلوبهم رجاً مع الخبر الصاعق الذي يقول لن يصل أبدا الذين تنتظرون!! ذهبوا إلى ربهم كان كلامهم معكم آخر كلام، وسلامهم آخر سلام، وعناقهم آخر عناق!! أعرف معنى الاكتواء عندما يغيب عنا في لحظة أحباب كنا على موعد معهم، يهتز قلبي هزا وأنا أتخيل ثلاثة أطفال ينتظرون طويلاً، ويسألون كثيراً عن أب وأم لا يدري إلا الله في أي بقعة من قاع الماء كان مثواهما!! هل يمكن مواساة طفل فقد أمه وأباه مرة واحدة؟؟ ما أوجع ألم الصغار، ما أصعب الصدمة المزلزلة!! * وجع عظيم، وألم أعظم أصاب كل متابع لكارثة الطائرة المصرية المنكوبة، وتصورت أن تتصدر كارثة بهذا الحجم شاشات التليفزيون والفضائيات، لكني صعقت وأنا أرى "ماتش كورة" وأفلاما، ومسلسلات، ومسابقات، ورقصا، ومغنى دون أدنى مراعاة لمشاعر أهل المفقودين، وكأن الطائرة سقطت بالمساكين في المريخ، حتى الإعلانات راحت تملأ ساحات البث برقصها، وسخفها، لا مجال لمواساة الناس، "مفيش دم ولا إحساس" ولماذا أصلا يتغير مسار البث؟ معقولة تضحي القنوات بإعلانات تدر ملايين الملايين؟ ومن أجل ماذا؟ "شوية فراخ ماتوا" إيه المشكلة مهو كل يوم الناس بتموت، مش كلنا حنموت؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.* أتابع مصدومة ورئيس طاقم ضيافة مصر للطيران يقول "الطائرة المنكوبة من طائرات إير باص 320، التي تعاني من خلل كبير، وعمليات الصيانة لا تفيد معها حيث إن بها أعطالا كثيرة، وقد توقفت ثلاث منها عن العمل!! بهذه البساطة تطير طائرة مليئة بالخلل بأرواح بشر قد تهوي بهم فجأة على يابسة، أو في بطن محيط؟ إلى هذا الحد وصل الإهمال والاستهانة، والاستخفاف بأرواح الناس؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.* بمناسبة الطائرات ونحن داخل بوابة التفتيش "الأمريكية" بمطار الدوحة في طريقنا لأمريكا منذ أيام لم يكتفوا بالتفتيش الإلكتروني، أعادوا تفتيش حقائب اليد، أخذوا الموبايلات، والنظارات، والأحزمة، وطلبوا أن نخلع الجوارب، والأحذية، عندما أنهى الضابط تفتيشه سألته: إيه الحكاية لم يبق شيء إلا قلعناه، ابتسم وقال هذه أوامر أمريكا! قلت في نفسي ألهذه الدرجة أمريكا مرعوبة؟ ثم تذكرت كوارث الطائرات ليكون السؤال، لماذا لا يكون التفتيش في كل مطارات العالم بهذه الدقة حفاظاً على أرواح الناس خاصة وقد أصبح يتردد كثيراً بعد كل كارثة أن حوادث الطائرات وانفجارها بفعل فاعل؟ * * * طبقات فوق الهمس* يبدو أننا بدأنا حرب الطائرات، إنه ثأر يأخذه كل بمعرفته وأدواته وناسه!!* دمشق تدمر، مصر تتوجع، بيروت تشتعل، تونس تذبح، طرابلس تضيع، بغداد تنفجر، القدس تسرق، بينما تعيش إسرائيل أزهى عصور أمانها!! لماذا؟ الجواب قاس، ومحزن، ومخجل أيضاً.* قطع غالية من (بلاد العرب أوطاني) تتوجع ويجري في أرضها الدم كالسواقي، وبدلاً من المواساة، يعلو صوت الاستهزاء والسخرية، تحديداً سخرية (أحمد آدم) من أوجاع السوريين في حلب التي أعدها سقطة أخلاقية لن يرفعه منها اعتذار القناة، ولا اعتذاره شخصياً من (دلوقت لحد ما يموت).* دمعت عيناي وقاضي (فض رابعة) يسمح لطفلة وزير التموين الرائع، أبو الغلابة (باسم عودة) بوردة، وحضن، وقبلة من أبيها داخل قاعة المحكمة وسط تعاطف الضباط، والجنود، والمنصة.* بعد ازدياد حجم الاقتراض الهائل لمصر، وكما لم يحدث من قبل، سؤال، هل هناك خطة لتوريط مصر في الديون؟* رسالة من عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص:بلغني أنك تجلس في مجلس الحكم متكئاً، فاجلس بين الناس متواضعاً يابن العاص وإلا عزلتك!! أيناك يا عمر لترى الأنوف المرفوعة، والصدور المنفوخة، والكلمة بالقطارة، والتعالي، والطواويس الملونة والمباخر والشخط والنطر!! والله لو عشت يا حبيب رسول الله لترى على أي شاكلة غدت مجالس الحكم في ربوع بلاد المسلمين لمت مرتين، رحم الله الفاروق.* في مصرنا الحبيبة، أم الدنيا، يقول الإعلامي الهمام (....) تعليقاً على وجهة نظر لم تعجبه لمتصل ببرنامجه "اللي مش عاجبه يسيب البلد ويمشي" مضطرة أرد على المذيع المحترم وأقول (مصر مش مكتوبة باسم سيادتك)، مصر الوطن لكل أولادها، وليس من حق أي أحد أن يعتبرها وسية، أو تركة، أو ورثا، مصر لأبنائها المخلصين، وصلت؟؟ * * * عزف ونزف* إيش تطلبي يا نفس فوق كل دهحظك بيضحك وانتي متنكدهردت قالت لي النفس: قول للبشرما يبصوليش بعيون حزينة كدهعجبي – (صلاح جاهين)