19 سبتمبر 2025

تسجيل

"الشباب وصناعة المستقبل"

23 مايو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عيسى المناعيمن أهم الخصال التي يتميز بها الشباب قدرتهم على تنفيذ مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأفكار والرؤى، وتقديمهم لقراءة استشرافية جديدة تجعل من عالمنا مكاناً أفضل. فمن وجهة نظرهم، لا تزال الفرصة قائمة أمامنا لتحقيق السلام والرخاء العالمي، إذا ما تم التوصل إلى توافق يحدد للمجتمع الدولي المسار الصحيح الذي سيسلكه. أما بالنسبة للكثيرين منا، فإن تحقيق السلام والرخاء يبدو أمراً بعيد المنال، لما نواجهه من تهديدات على أرض الواقع، حيث لايزال العالم يواجه أخطر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. وبالرغم من كل هذه العقبات إلا أن الشباب لا يزال لديه ـ حتى الآن، وكما هو الحال دائماً ـ الرغبة الجامحة والإصرار القوي على إحداث تغيير إيجابي. لقد حان وقت الاعتراف بهذه الطاقات الإيجابية والقدرات الإبداعية، والاستفادة منها لتكون قوة تدفعنا نحو الخير. أعتقد أنه من الأهمية بل ومن الضروري أن يستثمر المجتمع الدولي في تمكين الشباب للقيام بدورهم المستحق، كدعاة لتغيير العالم. فهم من سيرثون هذا الوضع الراهن، ومن ثم يجب أن يكون لهم صوت مسموع في الحوارات السياسية، التي ستشكل مستقبلهم. كما يجب أن يشعروا بأنهم جزء من صناعة هذه القرارات، التي يقوم المجتمع الدولي بصناعاتها باعتبارهم قادة الغد. وإيمانا منها بدور الشباب في صياغة المستقبل، قامت مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا (روتا) في عام 2015، بتنسيق الجهود لعقد المشاورات الشبابية في الدوحة، في إطار التحضير لقمة العمل الإنساني، حيث وجهت الدعوة للشباب من مختلف أنحاء العالم، وأتاحت الفرصة لهم لتبوؤ مناصب قيادية، تسمح لهم بالتعامل مع القضايا الإنسانية التي يشهدها العالم، على نطاق واسع. عقدت المشاورات بالتعاون بين مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا (روتا)، والمجموعة الرئيسية للأمم المتحدة للشباب والأطفال، بمشاركة نحو 310 من الشباب والفتيات من 82 دولة، وعلى مدى يومين قام الشباب بتحديد خمسة محاور رئيسية تتعلق بالمشاورات، وهي: مدى التأثر بالقضايا الإنسانية، وتلبية احتياجات الفئات التي تعاني من الصراعات السياسية أو غير السياسية، والتحول الإيجابي من خلال الإبداع والابتكار، وتقليل نسبة التأثر بالمخاطر والصراعات، وكيفية إدارة تلك المخاطر، والتحول السريع في العالم نتيجة الصراعات، ودور الشباب في إيجاد حلول سريعة للقضايا الإنسانية العالمية.. وأسفرت المشاورات عن وضع توصيات ومقترحات داخل وثيقة سيتم رفعها إلى السيد بان كي مون (الأمين العام للأمم المتحدة) لتكون على مائدة القمة الإنسانية العالمية. وقد تجسد هذا الاهتمام بدور الشباب وأهميته في صناعة المستقبل، في تشكيل وفد من الشباب القطري للسفر والمشاركة في فعاليات قمة العمل الإنساني، التي يتم عقدها اليوم في تركيا. وتوفر الحوارات الدولية مثل قمة العمل الإنساني منصة لشبابنا، للتواصل مع الشركاء والمعنيين، الراهنة على الساحة العالمية لمواجهة التحديات الإنسانية، ومنحهم الفرصة لأن يكونوا جزءاً من الحل لكثير من التحديات التي تواجهنا اليوم. إننا في "روتا" لا يقتصر دورنا على أن نوفر للشباب منصة للمشاركة فقط، بل نعمل أيضاً على إعدادهم وتجهيزهم بشكل كاف؛ يُمكنهم من فهم آلية صنع السياسات حتى يكونوا قادة فاعلين في المستقبل. ومن هذا المنطلق تحرص "روتا" على أن تكون جزءاً من كافة الجلسات المخصصة، لمشاركة الشباب على وجه الخصوص.. إن تمكين الشباب للقيام بدور نشط في الجهود الإنسانية سيوحد من الجهود العالمية، ويحشدها نحو إحداث تغيير إيجابي. ويجب علينا جميعاً أن نقدم الشباب ليكونوا جزءاً من الحوار الدولي، حتى نتمكن من التوصل إلى حلول دائمة لمجابهة الأزمات العالمية التي نواجهها اليوم.. لقد حان الوقت لأن يكون للشباب صوت مسموع في كافة القضايا التي تؤثر على مستقبلهم، ومستقبل البشرية جمعاء.