26 أكتوبر 2025
تسجيلفي مهرجان ملتقى التراث استمعت إلى العديد من النماذج، البعض يملك بحق موهبة الأداء، ويملك الحضور، وأنا أتحدث عن المشاركين، والبعض المسافة بين موهبته وأدائه والفن الحقيقي يمكن أن تقاس بملايين الأميال. إن فن الغناء الحقيقي مغيب عند البعض، ذلك أن الاستسهال أمر وارد، والفن أبعد بكثير عن الإطار الخارجي، كأن ينشر أحدهم وقد لون شفايفه بالروج ووضع الكحل في عينيه وأطال شعر رأسه إلى المتون!! إن الحقيقي وأنا أتحدث هنا عن بعض من نطلق عليهم لقب (الشاب) يعتقد أن المنظر الخارجي الأهم، فن الغناء وإن بدأ مع طويس ذلك المغني الذي بدأ به رحلة الغناء في العصر الإسلامي الأول، إلا أن هذا المقياس مقياس فاشل، فإذا كان (طويس) كما نقرأ في كتب التراث كيف كان، فإن فن الغناء في إطاره الرجولي أبعد من إطار الشواذ، ومع هذا يصر البعض على تقديم ذات النموذج، ما علينا ذلك إن متطلبات السوق قد فرضت علينا بعض النماذج، وهؤلاء مثل فقاقيع الصابون، هناك جيل آخر في قطر مثلاً يملك الحضور ويقدم ذاته في صورة جميلة. إن فهد الكبيسي وعيسى الكبيسي ومنصور المهندي وغانم شاهين وسعد حمد يكملون مسيرة من سبقهم ممن تركوا في الأذن القطرية والعربية تجليات عصر من الشدو الجميل ولكن هؤلاء في مسيس الحاجة إلى الدعم وإلى بذل العطاء من خلال البحث عن المفردة الجميلة والملحن الموهوب ومن الخروج من قبل الآخر. ومن قيد الشاعر الملاكي والملحن الملاكي، نعم من الجائز أن يعيش الفنان في ظل موهبة خارقة فوق العادة مثل الآخوين رحباني، ومع هذا فقد خرجت فيروز من أسر الأخوين وكان هناك فيلمون وهبي وأخيراً انطلقت مع ابنها زياد في مسارات أخرى، وهذا ما فعله عبدالحليم حافظ، كان لديه كل الشعراء وكل الملحنين، ولذلك فإنني أهمس في أذن البعض: جميل ورائع العلاقات الإنسانية، ولكن الوقوع تحت أسر الفرد، مهما أوتي من موهبة فجمود، لأن التكرار يقتل الفنان. أعود إلى بعض الموهبين في المهرجان، وأعتقد أنهم سوف يكونون فرسان قادم الأيام مثل الفنان السعودي - الصغير سناً والكبير موهبة – سعود الشريف، ومثل هذه الملتقيات فرصة للاحتكاك، خاصة أنها بعيدة عن الأطر التي تندرج تحت بند المسابقات، وهي في النهاية مشاركة خليجية، كنت فقط أتمنى أن يتم تخصيص السنوات العمرية، لأننا لا يمكن أن نقارب سنوات عمر إبراهيم علي الذي يدعي ظلماً وبهتاناً أنه من مواليد (1940) مع عمر سعود الشريف، وكنت أتمنى أن يقدم أي فنان من المشاركين الأغاني ذات الارتباط العضوي بالتراث والموروث الشعبي حيث اختلط الحابل بالنابل عبر المهرجان.. وللحديث بقية.