15 سبتمبر 2025

تسجيل

"عائشة عبدالرحمن" نموذج لأعلام النساء المسلمات

23 مايو 2011

ولدت عائشة محمد علي عبد الرحمن "بنت الشاطئ" عام 1913م، بدمياط (مصر) ونشأت في بيت محبا للعلم والدين فحفظت القرآن الكريم في سن السادسة في مدرسة اللوزي الأولية، ثم حفظت ألفية ابن مالك. وفي عام 1929م، حصلت على شهادة كفاءة التعليم الأولى للمعلمين والمعلمات، وكانت الأولى على مستوى القُطر المصري كله، ثم حصلت على الليسانس الممتازة في اللغة العربية عام 1939م، وواصلت دراستها العليا فحصلت على الدكتوراه عام 1950م، ولقد مارست عائشة التدريس والتأليف، وسافرت للعمل في العديد من الجامعات الإسلامية، وكان أن حصلت على عدة جوائز رفيعة وأوسمة عالية. ولاشك أن الأديبة المفكرة عائشة بنت الشاطئ لها إسهامات متميزة تجعلها مؤرخة متمكنة وباحثة متمرسة فهي من ألمع أعلام النهضة العربية المعاصرة، وتعتبر سيرتها العلمية والعملية – كبنت وأم وزوجة وطالبة ومعلمة ومفكرة – مادة ثرية ورائدة لتربية الأجيال القادمة. وصفت عائشة واقع المرأة ورسالتها فقالت: "تشغلني قضايا، أهمها: تلبس الإسلام بالإجرام والعنف، واستمرار اللغو في قضايا المرأة وموضعها في الإسلام، وعن نفسي طوفت في الآفاق لأسأل عما أعطاني الإسلام، وتأكدت أن الإسلام أعطاني ما لو ظللت أكدح إليه العمر كله ما بلغته، واحتاج لإعادة النظر في قضية المرأة والإسلام، وأخشى أن تكون الحركة النسائية المعاصرة أوقعت النساء في خصومة مع الرجل، مع أن ما بيننا وبينهم ليس تنافسا أو سباقا، لكننا رفاق رحلة عمر لا نستغني عنهم ولا تستغنون عنا". قال صاحبي: هل يمكن استنباط منطلقات تربوية للفتيات من سيرة ومسيرة بنت الشاطئ؟ قلت: نعم، وبكل سرور، ويمكن إيجاز طائفة من هذه المنطلقات في الآتي: 1- تشجيع المرأة للإسهام في خدمة المجتمع دون الإخلال بالوظائف الأسرية. 2- تعظيم دور البيت، فالمرأة المتفرغة للأمومة تقوم بعمل كبير لا يجوز التقليل من شأنه أبدا. 3- بناء علاقة ثقافية تفاعلية متبادلة بين الزوجين، فقد عاشت عائشة مع زوجها (أمين الخولي) في انسجام ثقافي لتقول لبنات جنسها إن الزواج سكن روحي وجسدي وثقافي. 4- إثراء المكتبة الإسلامية بالكتب النافعة، فلقد قدمت عائشة أكثر من ستين رسالة منها: التفسير البياني للقرآن، تراجم سيدات بيت النبوة، سر الشاطئ وقصص من القرية، مع المصطفى... إلخ. 5- العناية باللغة العربية كمصدر من مصادر الإبداع الجمالي والفكري. 6- المطالبة بحسن تثقيف البنات وعلى المجتمع تهيئة الفرص لمواصلة تعليمهن العالي إن أردن. 7- تصدت عائشة لشبهات المستشرقين، فكان قلمها يترجم دقات قلبها النابض بالغيرة الصادقة التي دفعتها إلى رفض الفكر الأجنبي المناقض للإسلام. 8- أسلمت المستشرقة اليابانية كوماسو بعد اطلاعها على دراسات فتأثرت بكتاب تراجم سيدات بيت النبوة ثم قامت بترجمته إلى اليابانية. توفيت بنت الشاطئ في عام 1998م، بعد حياة حافلة تستحق أن تكون أسوة حسنة للمرأة المسلمة التي جسدت سماحة الإسلام، والرسالة المحمدية التي تحث على تعليم المرأة وترفض الخضوع للعادات الظالمة، وكانت دراساتها الموسعة دافعا لصقل مواهبها وتخليد ذكرها.