14 سبتمبر 2025

تسجيل

البيئة التعليمية (4)

23 أبريل 2018

المعلم أكثر إنسان يتعامل مع إنسان له فروقاته الفردية، وله من الإيجابيات والسلبيات، وكل يأتي من بيت يختلف عن البيت الآخر، ومع فصول دراسية متعددة الطبائع والأمزجة — أي الطلاب — والبيئة التعليمية هو أساسها الأول من غير منافس — أي المعلم —، فبدونه لا يستقيم تعليم ولا منظومة تعليمية، مهما أتينا في كل عام دراسي بجديد، بالأمس معايير وغداً كفايات، ولا ندري ماذا سيكون بعد الغد؟ اللهم سلّم طلابنا وطالباتنا من التجارب. ولا ندري إلى أين ستأخذهم هذه الرحلات المتغيرة الوجهات؟ فلماذا لا تستقر البيئة التعليمية عندنا لمدة اثنتي عشرة سنة على نهج ما، ثم نغير إذا لزم الأمر بالتغيير بعد مرور هذه السنوات الاثنتي عشرة؟. لو تخيلنا أن معلماً ما يقف على رجليه من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة الواحدة والنصف ظهراً، يُحضّر ويُعلّم ويشرح ويكتب، ويَسأل ويُسأل، ويجيب ويرشد ويوجه ويُنبه، ويُسكت هذا وذاك إذا أحدث بعضاً من الإزعاج والمشكلات، هاتوا لنا يا قوم بقائم على وظيفته أو مهنته يقوم بكل هذه المهام كائناً من كان!. ومن هنا نكتب للجنة التي تم تشكيلها " لدراسة وتقييم البيئة التعليمية بالمدارس" لعلها تأخذ بها وتترجمها على أرض الواقع، فكم سيفرح معلمونا الكرام ويعود عليهم بالنفع والخير وعلى الجميع. السنة الدراسية مرتبطة بوجود الطلاب بالمدارس، فبعد أن تنتهي امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني لا يجلس أبناؤنا الطلاب في المدارس، فلماذا يا كرام نُجلس أفاضلنا المعلمين في المدارس بالقوة، فكأنهم لا ناصر لهم ينتصر لهم، تريد هكذا وإلاّ عليك أن ترحل، يجلسون مع من يا أهل القرار؟ خذوها بالعقل وبالمنطق، فلماذا نبخل على المعلم بإجازة سنوية تمتد لمدة ثلاثة أشهر تبدأ من شهر يونيو (6) وتنتهي في شهر أغسطس (8) ويبدأ العام الدراسي في شهر سبتمبر (9)؟ ألا يستحق أن يرتاح هذا المعلم من عناء تسعة أشهر هى عمل وجهد وحركة مستمرة؟ ولا ننسى أن غالبية المعلمين الأفاضل هم من المقيمين لهم عائلات في بلدانهم يريدون زيارتهم والجلوس معهم طوال هذه الثلاثة الأشهر القليلة؟ ونعيد التساؤل مرة أخرى لعله يوقظ أصحاب القرار وكل من له مسؤولية في أن يقف مع إخواننا المعلمين الكرام الأفاضل وينصفهم في إجازاتهم بل حتى الإدارة المدرسية هي كذلك مرتبطة مع طلابنا — يحفظهم الله — لماذا تكون إجازتهم ثلاثة أشهر؟. وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال "ارحَموا مَن في الأرضِ يَرحَمْكُم مَن في السَّماءِ". قال لي أحدهم ان هناك من يقول ان المعلمين يحصلون على إجازات كثيرة منها إجازة الربيع وإجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني أسبوع، فهو يحسبها كثيرا بل وأكثر من اللازم للمعلمين — يحفظهم الله —. ونحن نقول ليس من يجلس طوال اليوم على كرسي فخم ومكتب واسع مرفّه، وقد يكون مكتبه مطلا على بحر أو على مساحة خضراء، كمن يقف طوال اليوم على رجليه لا يشاهد إلاّ طلابه وجدرانا أربعة وسقفا من فوقه، المعلم إنسان وليس آلة، كما أنت إنسان وليس آلة!. ومن زاوية أخرى إذا كنا نفكر في المسائل المالية، فإننا نوفر ملايين الريالات إذا تم منح المعلمين والإداريين بالمدارس إجازة الثلاثة أشهر، حيث يتم خصم بدل التنقل، فأين أنتم يا خبراء ومستشاري الموازنات والترشيد المالي والتوفير للميزانية، التي يمكن تسخير هذه الوفرات المالية وإنفاقها على مدارسنا في كل عام دراسي جديد بدلا من ان نرصد لها ميزانية جديدة؟. "ومضة" المعلم ليس كموظف في أي جهة حكومية تعطيه 45 يوماً إجازة وتطبق عليه هذا النظام وتلك اللوائح. يقول أحدهم إذا لم ننصف المعلم في إجازته وراحته السنوية فلا ننتظر منه جودة الأداء والعطاء في تعليم أبنائنا الطلاب.! فكونوا له عوناً وسنداً حقيقياً. فلله درك أيها المعلم كم تُتعب نفسك وجسدك من أجل أبنائنا الطلاب، ثم يضنون عليك بإجازة مدتها ثلاثة أشهر.