11 سبتمبر 2025

تسجيل

تهنئة رمضان نيابة عن أهل غزة الكرام

23 مارس 2024

تذكرت زينة رمضان كل عام وأيامنا قبل قدومه، الفوانيس والصغار، الأسواق البسيطة، شراشف السفرة، لمة السحور، الستائر المضيئة، ألعاب الأطفال، المسحراتي وأصوات المساجد وفوق كل هذا العائلة كلها دون أن تنقصها ضحكة أحد ولا تعليق لطيف ولا حضور مبهج ولا وجوه كانت تطل عليّ فتضاء الأفراح في روحي. ثم قلت في نفسي.. لكن هذه السنة رمضان الحقيقي سيأتي، رمضان المجرد من الأصوات والزينة والترف واللمات والشاشات والأضواء سيأتي رمضان الفرصة.. فرصتنا في الإلحاح في الدعاء والإطالة في السجود، فرصتنا لنقرأ ونرتل ونتدبر ونحفظ القرآن كأنه أنزل علينا، رمضان الجهاد والصبر كما كانت غزوات رسولنا وانتصاراته، رمضان العطاء فنؤثر على أنفسنا وإن كان بآخر قطع من التمر التي لا يملك الغزي في «غزة وشمالها» سواها.. أن نتصدق ونكرم بأفضل ما عندنا.. رمضان الذي خُلق للعبادة والخلوة مع الله عسى دعوة قلب فينا يلبيها الله فتزاح أحزان قلوبنا وتهدأ رجفة أجسادنا. يا الله... أنت أنت وأنا أنا... تسمعني وتعلم أننا أهل غزة كلنا أوذينا في سبيلك ونُشهدك يا مولاي بأننا راضون... لا أسف على ما ذهب في سبيلك فهو زادنا يوم اللقاء ولا ندم على لحظة عشنا فيها في ظل هذه الأرض من فقد وخوف وجوع وقتل وأسر وتنكيل وتشريد وذبول وشحوب ورعب وهدم ونسف وحصار ودمار.. فاكتب اللهم لنا الفردوس الأعلى دون حساب ولا سابق عذاب. وبلغنا اللهم رمضان ونحن مقبلون على العبادة زاهدون عن كل ما في هذه الدنيا لربما فقط الماء الذي سيجده الغزيون ليكسروا به صيامهم لكنهم سيرددون بيقين: ذهبت الحرب وابتلت القلوب وثبت الأجر إن شاء الله» يا رب نصرك الذي وعدت.