شهر رمضان وقيمه التربوية

يحمل لنا شهر رمضان المبارك العديد من القيم التربوية والاجتماعية التي ترتقي وتسمو بخلق الإنسان المسلم، لعل من أهمها قيمة السمو الأخلاقي للفرد المسلم وتتمثل في الترفع عن قول كل ما هو منكر أو غير مقبول اجتماعيًا يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وتلك قيمة طيبة نحتاجها في حياتنا اليومية عند تعاملنا مع الآخرين؛ حيث يتصف سلوك الفرد المسلم بالكلم الطيب والترفع عن كل ما هو غير لائق. إن الإمساك عن الطعام والشراب في شهر رمضان يذكرنا دائمًا بحاجة الفقراء والمساكين وقد ورد في الأثر ان سيدنا يوسف عليه السلام كان يفطر يومًا ويصوم يوما عند وجود سنوات المجاعة بمصر ولما سئل عن ذلك وهو أمين خزائن الأرض أجاب حتى لا ينسى الجائع، وقد دلت الإحصاءات الخاصة بمؤسسات تلقي الصدقات أن أكثر الصدقات تكون في شهر رمضان المبارك وهو نموذج للتكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي.