20 سبتمبر 2025
تسجيلتدشين السيرة الذاتية التي كتبها الموسيقار الراحل تجربة نافعة ورائعة لأجيال الغد مطلوب تسخير الدراسات الموسيقية لخدمة المجتمع القطري تقديرا للمبدعين القطريين كان يوم 20 مارس 2018 م موعدنا مع الابداع والتواصل مع رمز قطر الفذ في مجال الموسيقى والتلحين "عبدالعزيز ناصر"، وذلك عندما أقيمت امسية وطنية واحتفالية كبرى اختلط فيها الحزن الممزوج بالفرح، فهي حزينة لأنها تحيي ذكرى فقيد قطر البار وملحن النشيد الوطني القطري الذي عاش ما بين (1952 - 2016) حيث غادرنا الى الدار الآخرة قبل سنتين. وهي مناسبة سعيدة بكل تأكيد لأننا ندشن فيها احد الاعمال العلمية لسيرة ومسيرة عبدالعزيز ناصر التي كتبها بنفسه وطبعها في كتاب أنيق سنة 2015. ولكن شاءت الاقدار أن يؤجل تدشين كتابه بعد رحيله . فقد اختلط الحزن بالفرح على مسرح الموسيقار عبدالعزيز ناصر في سوق واقف بتلك الامسية الجميلة عندما التقى عشاق هذه الشخصية المحبوبة تحت سقف واحد. وكان المسرح يكاد يمتلئ بأكمله من الجمهور الذي حضر هذه المناسبة العزيزة، حيث حضرها المئات من المواطنين والمقيمين لإحياء هذه الامسية الجميلة. احتفالية مغايرة فقد كانت الاحتفالية مناسبة رائعة لتلاقي كل القلوب التي احبت عبدالعزيز ناصر من الاوساط الفنية والثقافية والاعلامية والدبلوماسية بشكل خاص، حيث حرص الجميع على تشريف هذه المناسبة، خاصة ان الموسيقار عبدالعزيز ناصر لم ينل حقه في التقدير والتكريم بعد رحيله. ولكن تشريف هذا الجمع الغفير من الجمهور اكد على المكانة الكبيرة التي يحظى بها عبدالعزيز في نفوس احبابه وعشاق فنه الراقي وألحانه الابداعية الجميلة التي ستبقى خالدة الى الابد، سواء كانت العاطفية والتراثية منها بشكل خاص، او الوطنية والانسانية بشكل عام. تدشين السيرة الذاتية لعبدالعزيز ناصر عكف الموسيقار عبدالعزيز ناصر منذ عقدين من الزمان على وجه التقريب في جمع سيرته الذاتية وتوثيقها بالكلمة والصورة الناطقة وتشمل عدة مراحل.. منذ طفولته ومعيشته في حي الجسرة، ثم عمله في تأسيس فرقة الاضواء الموسيقية والمسرحية منذ سنة 1966م ومرحلة دراسته في القاهرة حتى عودته منها والتحاقه بإذاعة قطر حوالي سنة 1980 م ورئاسته لوظيفة مراقب الموسيقى والنصوص بالاذاعة . وكان عبدالعزيز شديد الحرص في كتابة كل حرف يخدم تلك السيرة التي كانت بالفعل مليئة بالمعلومات والحكايات الجميلة والمؤثرة في مشوار حياته التي عاشها بحلوها ومرها وسطرها عبر هذه السيرة في كتاب مستقبل يتضمن كل شيء عن حياته. ويكاد عبدالعزيز يوثق كل كبيرة وصغيرة عن هذا المشوار لأنه كان لديه بعض الشعور بأنه لن تكتب سيرته الذاتية بشكلها الصحيح بعد رحيله . فقد كان يهتم بكتابة سيرته بنفسه وهو على قيد الحياة، وقد احسن فعلا عندما كتبها على مدى سنوات، فخرجت لنا كتابه بالامس في حلة قشيبة تستحق منا التقدير والاحترام وتتطلب منا المحافظة عليها لتخليدها للاجيال القادمة للاستفادة من هذه التجربة الثرية والنادرة في مجال كتابة السير الذاتية لاعلام قطر الافذاذ والعباقرة من امثال عبدالعزيز ناصر ملحن النشيد الوطني لدولة قطر . موقف لعبدالعزيز لا ينساه وزير الثقافة: اثناء تدشين كتاب "السيرة الذاتية للموسيقار عبدالعزيز ناصر"، تحدث سعادة السيد صلاح غانم العلي وزير الثقافة والرياضة عن موقف ما زال يتذكره عن الموسيقار عبدالعزيز ناصر قبل رحيله بسنوات. ويتلخص في ان الموسيقار الراحل كان عزيز النفس ولم يسع قط للمادة ابدا. فقد كان يقدم اغلب اعماله الغنائية الوطنية بدون مقابل. وهذا الشيء كان يعرف عن الفقيد الراحل طوال مشوار حياته رحمه الله. كلمة أخيرة تدشين سيرة عبدالعزيز ناصر الذاتية يأتي في وقت نحتاج فيه الى مثل هذه التراجم المهمة لتاريخ مثل هذه الشخصيات التي خدمت الوطن وتوثيق مشوار حياتها بالكلمة والصورة، لكونها اضافة جديدة لمجال التوثيق للارشيف الوطني القطري في "مجال التلحين والموسيقى" خاصة ان عبدالعزيز ناصر يعد من اعمدته في قطر والخليج بل على مستوى المنطقة العربية.