18 سبتمبر 2025

تسجيل

حفظ الله تركيا

23 مارس 2016

ماذا يُراد لتركيا ولشعبها ولاقتصادها المنافس القوي في جميع المجالات؟ وماذا يُراد لتركيا ولاستقرارها والعيش الكريم الذي تحياه؟ وماذا يُراد لسياحتها التي يقصدها الجميع من كافة البلدان والتي أصبحت منافساً قوياً للدول الأوروبية التي في قلبها مرض وحقد أسود على تقدم وقوة ونهضة تركيا؟ وماذا يُراد لتركيا التي وقفت مع الشعوب وتحب الخير لها في جميع أرجاء المعمورة التي تريد الحرية والعدل والسلام والتنمية والاستقلالية الحرة؟ وماذا يُراد لتركيا التي استقبل شعبها الكريم وحكومتها آلاف اللاجئين استقبال الأخ لأخيه المحب والمضحي بدون منٍّ ولا أذى؟ وماذا يُراد لتركيا التي عرفت كيف تتواصل مع الشعوب قبل التواصل مع زعمائها؟ وماذا يُراد لتركيا التي أحبها الجميع ولا يكرهها إلاّ من كان في قلبه مرض ونكران وحقد دفين وجحود وغرور وعنجهية؟ ولماذا يُراد لتركيا عدم الاستقرار وأن يبث الخوف في شعبها ومن يزورها وزعزع أمنها وأمانها وقوتها واقتصادها المتين؟ ولماذا يريد أدعياء الإنسانية والحضارة والثقافة والتقدم والنهضة والصناعة طمس كل هذه المعاني والقيم في تركيا وغيرها من الشعوب ويريدونها لهم فقط، إنها الأنانية والعنصرية وسياسة الاستعلاء والنظرة الفوقية في أحط صورها وأقبح أشكالها؟ وسؤال آخر يطرحه الجميع: لماذا عندما تحدث أعمال إرهابية إجرامية — التي لا يقرها دين ولا خلق ولا شرع ولا قانون ولا عُرف ولا إنسانية سوية — في إحدى الدول الأوروبية إذا بجميع الدول تنتفض ويركض زعماؤها إلى مطاراتها وتحط طائراتهم فيها للتضامن والاصطفاف مع هذه الدولة الأوروبية أو تلك؟ أما إذا وقعت هذه الأعمال الإجرامية الوحشية في حق الشعب التركي المسالم وعلى أرضه أو لإحدى الشعوب الإسلامية والعربية أو حتى الإفريقية أو الآسيوية فلا تضامن سوى الاستنكار اللفظي والتهديد الأجوف الباهت لهذه الجماعات والتنظيمات والأحزاب الإرهابية القذرة الضالة والجماعات والأفراد المغرر بهم أصحاب الفكر الضال المنحرف المعوّج؟ إنها ازدواجية المعايير، وانهيار وانفصام في منظومة القيم في تعاملاتهم مع الشعوب الآخرى."ومضة"سيبقى النفاق الدولي قائماً وواضحاً لا لبس فيه، ولا يحتاج إلى تفسير أو إيضاح أو تبرير أو نقاش، وستبقى تركيا بإذن الله — حفظها الله — التاريخ والحضارة والنهضة والتقدم في قلوب وعقول كل شرفاء الأمة العربية والإسلامية بل وجميع شعوب العالم الذين تنبض قلبوهم بمعاني الإنسانية الحية وتتحرك عقلوهم لجادة الصواب واتباع الحق والانصاف.