11 نوفمبر 2025

تسجيل

بركان الإرهاب والأجندة الخفية

23 مارس 2016

ما حصل في ساحل العاج والحديث عن داعش وما يجري بتركيا وغيرها في مالي وبلاد عربية كالعراق واليمن وسوريا هو مشروع للتقسيم على أساس المصالح، وأن هناك صفقة روسية أمريكية وغربية لمناطق النفوذ. بالحرب بتركيا تريد قيام دولة كردية لأن تركيا بها أكراد أكثر من غيرها وضمهم مع كرد كردستان والعراق التي أعلنت انفصالها والأكراد السوريين وبعد أن ضمنوا من خلال القيادات الكردية الموالية لإسرائيل والغرب والتي رفضت الهوية الإسلامية وسلمت نفسها للموساد مقابل مصالح. ولكن الأكراد لا يدركون أن هذه القيادات الممثلة في البرزاني وأوجلان وتلاميذه وطالباني ومعصوم هؤلاء لن يفيدوهم. فبعد أن يتم استخدامهم سيعاملون مثل جنوب السودان وسلفاكير ومشار. الانفصال لن يجلب الخير والرفاهية والأحلام للأكراد بل سيأتيهم بالموت والدمار وهو ما حصل في جنوب اليمن من صناعة للإرهاب وهذه الجماعات في جنوب اليمن التي تدعم الحوثيين بالسلاح ولم يسأل أحد نفسه عن هؤلاء لماذا لم يقاتلوا الحوثيين؟. المسألة معروفة ومكشوفة الهدف التقسيم العرقي والمذهبي حسب برنامج كيسنجر وبرنارد لويس ينفذ بدقة شديدة، وداعش وغيرها ليسوا سوبرمان من تركيا لمالي... الخ. لا وألف لا. المطلوب تقسيم ليبيا ليضم جزءا منها لدول إفريقية لمنع الهجرة بإعطائها جزءا من ليبيا وخيراتها، وروسيا تحتاج قاعدة في اللاذقية لأجل نشاطها في البحر المتوسط وتنازل لها الغرب مقابل تنازلات في أوكرانيا وهكذا الصفقات بين كيري ولافروف لا تنتهي. وإيران في الأداة المنفذة والابن البار للغرب وإسرائيل في تدمير العالم العربي واستنزافه فاللوبي اليهودي الإيراني من يهود إيران هم أقوى اللوبيات في الولايات المتحدة والعرب، وكذلك يهود روسيا وهم من وصفهم القرآن بأنهم من يوقـدون نيـران الحروب. للأسف نحن لا نقرأ.إنه من زمن تاريخي قديم فإن الفرس واليهود حلفاء لتشابه الأهداف والمكونات النرجسية والاستعلاء والكِبر وخلقتنـي مـن نـار وخلقته من طيـن. سياسة ومنهج إبليس مع آدم. الآن يعترف القادة الغربيون ولا يخفى على إحداث تنظيم الدولة هو صناعة إسرائيلية وإعداد وتدريب إيراني ومقره إيران ليساعدوها على ضم العراق إليها بعد تهجير العرب منها، وكذلك المحاولات في البحرين وهي ورقة لهم في اليمن. أما إفريقيا فإضعاف المسلمين وتحقيق أهداف الشركات الغربية التي تسيل لعابها على المعادن واليورانيوم والغاز والأسماك في ساحل العاج والسنغال والنيجر ومالي وتدعم مثل هذه الأعمال ليس سرًا.إن قادة داعش يتحركون ويستخدمون المخدرات لأتباعهم ويتاجرون بها دون أي مساءلة أو تحرٍ بل غموض مريب حول قضية المخدرات وعلاقتها بداعش فهو ليس سوبرمان ولا الأفلام البوليسية والعسكرية لهوليوود، ولكنها لعبة تدار بحنكة مع تغطية إعلامية. فالقنوات العربية للأسف تقلد الإعلام الغربي الذي هو موجه لأهداف ومصالح هذه الدول ونحن لا نريد كشف حقيقة داعش وغيره ومسمياته الكثيرة من أنصار الشريعة وأنصار بيت المقدس... الخ. كلها أسماء لعملة واحدة ولشيطان واحد الهدف التقسيم، وانظروا لتصريحات الأمم المتحدة والمسؤولين الأمريكيين والروس، لن تعود سوريا كما كانت، لن تبقى العراق كما كانت وكل الدول ما معنى ذلك؟ إنه صفعة قوية لمغروري الديمقراطية والحريات التي بشر بها الغرب لهذه الأمة التي تنازلت عن هويتها، وكان السودان درسا كافيا للدول العربية والإسلامية وكان مصير جنوب السودان وتصنيفه حاليًا بأسوأ تجربة حقوق الإنسان، والمنظمات الدولية تلعب بالألفاظ فهؤلاء لا يهمهم حقوق الإنسان ولا الديمقراطية إلا ما يخدم مصالحهم. وما يجري في بلادهم ليس مهما أن يكون في بلاد أخرى طالما مصالحهم وشركاؤهم وثقافتهم هي المهيمنة.نحن أمام تحدٍ كبير وخطير وعدو يتسلل إلى بلداننا وحروب ليست كالماضي سفن برتغالية وإسبانية وقوات فرنسية أو بريطانية، وإنما اليوم عن طريق أبنائنا وشبابنا ينفذون أجندة العدو وأحزاب وفئات وعرقيات ومذاهب لا نعرفها سنين وحتى لبنان الصغير أصبح اليوم تحت العمائم السوداء التي لبسها عون وجنبلاط وفرنجية طالما تحقق مصالحهم. فيها سبحان الله ماذا يراد لهذه الأمة. الكل يريد أن تتحرك القيادات الحكيمة والوطنية لجمع الشمل وإعادة دور الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والمؤسسات الإسلامية لتشكيل لجنة مصالحة إسلامية تبث العدل بين الناس، وقوة الأمة بوحدتها وترفض المذهبية والعنصرية، وتطبيق القانون العادل الشرعي في حق المجرمين الذين يفسدون في الأرض المسمين بداعش وغيرهم ومواجهتهم ورفض العنصرية والمناطقية والتقسيم الذي هو أكذوبة كبرى وخداع لأصحابه وفخ لحروب أهلية مستمرة. وهناك شواهد أمامنا في السودان وليبيا وعدن وسوريا والعراق، ولن يوحد هذه الأمة إلا دينها وعروبتها، دينها الصحيح المعروف وليس دين داعش المعلب المصنوع بطريقة خبيثة شيطانية امتدادا للحشاشين وشيوعيي وماركسيي الستينيات وارجعوا للتاريخ.