13 سبتمبر 2025

تسجيل

مخاطر انبعاث رائحة الغاز تهدد بكارثة بيئية قادمة

23 مارس 2014

أنعم الله على قطر باعتبارها من أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي، وعلى أرض هذا البلد الذي اسهم في تطوير تقنيات جديدة للتنقيب عن الغاز وإنتاجه وتصنيعه، لكون هذا الغاز المورد الأساسي للنهضة العمرانية التي تشهدها البلاد رغم وجود عواقب بيئية سلبية لهذه الصناعة، وتكمن في تلوث الهواء وهو أكثر جوانبها وضوحًا. كما ان هناك دلائل كثيرة على ارتفاع نسب الملوثات الهوائية وتدهور نوعية الهواء رغم الجهود التي تبذلها الشركات المنتجة والجهات المعنية بهذا الخصوص، واشار رئيس مركز الدراسات البيئية بجامعة قطر سابقا في حديث للصحافة، إلى أن التلوث بشكل عام والتلوث الهوائي بشكل خاص لا يعرف أية حدود ولا بد من تعاون الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة للحفاظ على بيئة نظيفة من التلوث مستقبلا. وخلال الايام القليلة الماضية تحدثت الاوساط الاجتماعية عن تلوث الهواء وانبعاث الغاز ووصول رائحته للبيوت والمناطق المجاورة للخور والذخيرة وما جاورهما، بل ان رائحته وصلت الى الدوحة العاصمة، ووزارة البيئة كانت اخر من يعلم ولا يتحدث عن تلك الكارثة عبر وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي الا بعد مرور فترة ليست بالقصيرة!! ** جامعة قطر نبهت سابقا لمخاطر التلوث:اتذكر انه خلال ورشة عمل علمية نظمها مركز الدراسات البيئية وعقدت في جامعة قطر سنة 2012 م دعا المشاركون في تلك الورشة الى اهمية جودة الهواء في قطر بمشاركة ما يقارب من 70 خبيرًا وأكثر من 20 متخصصًا في المجال الصناعي، كما دعا المشاركون ايضا إلى التعاون بين كل الجهات في الدولة لرصد جودة الهواء من أجل التوصل إلى الخطط الكفيلة بضمان جودة ونقاء الهواء في قطر.وأكد المتحدثون في تلك الورشة أن تلوث الهواء أصبح ظاهرة عالمية خصوصا في المدن الكبرى المكتظة بالسكان، ويعزى ذلك لعدة أسباب أبرزها:الازدحام المروري والدخان المنبعث من المصانع، محذرين من الآثار الجانبية لهذه الظاهرة والتي تسبب عددًا من الأمراض. ** الاستراتيجية الوطنية للبيئة حتى 2016:ولعل السؤال المهم الذي يطرح نفسه اليوم: أين نحن من الاستراتيجية الوطنية البيئية 2011 — 2016 وماذا تحقق منها لخدمة البيئة القطرية بالشكل المطلوب؟!.حيث يعتبر الترويج للاستدامة البيئية عنصرًا أساسيًا من عناصر استراتيجية التنمية الوطنية 2011 — 2016، حيث يفرض الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده البلاد القائم على صناعة النفط والغاز ضغطًا على الموارد الأخرى النادرةن ولذلك تسعى الحكومة إلى تطوير مخطط تطلعي لإدارة التحديات البيئية القطرية.حيث تشمل نقاط الإجهاد البيئي الرئيسية الآتي:أولا: ارتفاع منسوب المياه الجوفية في الدوحة وهو ما يضاعف من التحديات البيئية للمدينة.ثانيا: زيادة نسبة الملوحة في مصادر المياه الجوفية مما يؤدي إلى تدهور نوعية الترب.ثالثا: يساهم تلوث الهواء في زيادة المشكلات الصحية.رابعا: يفرض تغير المناخ وارتفاع مستويات سطح البحر تهديدًا على قطر.خامسا: تهديدات ضد التنوع الأحيائي وأصناف الكائنات الحية المختلفة. مع تركيز استراتيجيتنا البيئية على تحقيق:1 — التزامات جديدة لإدارة بيئية طويلة الأمد.2 — تغييرات منهجية لتحقيق أهداف الحفظ الخاصة.3 — مناشدة القيم الاجتماعية للاستثمار في البيئة من أجل الأجيال القادمة. ** مياه نظيفة وهواء نقيومن هنا:تُحدد استراتيجية التنمية الوطنية أهدافًا طموحة تسعى لتحقيقها في قطر بحلول 2016، ومن بين أهم هذه الأهداف تغيير طريقة استخدام القطريين لمواردهم المحدودة، خاصةً المياه ويعتبر تعديل إدارة موارد المياه القطرية المحدودة أحد البنود الأساسية في برنامج الحكومة للإدارة البيئية المستقبلية. بجانب ذلك، فقد أدى التوسع في صناعة النفط والغاز القطرية إلى زيادة في كل من إنتاج واستهلاك الطاقة، مما خلق بدوره أثرين بيئيين مباشرين تسببا في تلوث الهواء. هما: زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة وزيادة تركيز الملوثات المحلية. وستُطالب كافة قطاعات المجتمع بلعب دور في تطوير السياسة الوطنية لإدارة تلوث الهواء، من خلال: إدارة جودة الهواء. وتحسين نظم الإدارة لتحديد مستويات الأزون الزائدة والاستجابة لها والحد من الملوثات غير الصحية المنقولة جوًا. وإحراق الغاز والتهوية: حيث تتحمل صناعة النفط والغاز المسئولية عن نسبة كبيرة من الانبعاثات الكربونية في قطر، وتطالب أهداف الاستراتيجية بخفض مستويات احتراق الغاز إلى النصف مقارنةً بمستويات عام 2008. بجانب الاهتمام بالمساحات الخضراء والعمل على إنشاء ممرات لمساحات خضراء ظلية في الدوحة ورصد أثرها على جودة الهواء في المناطق الحضرية. ** اين ذهب الوعي البيئي تجاه تلوث الغاز؟لعل السؤال المطروح بعد وضع استراتيجياتنا البيئية للحفاظ على أجوائنا النقية الخالية من التلوث وبخاصة تلوث الغاز، جاء دور الوعي البيئي ونشر الحملات الاعلامية بهذا الخصوص. حيث يمثل بناء رأس المال البشري لإدارة بيئية مستدامة — كما جاء في الاستراتيجية البيئية — من خلال هذه الأهمية القصوى في إنشاء وتفعيل استراتيجية بيئية قطرية طويلة الأمد. ويعتبر تقييم المعرفة والمتطلبات الحالية جزءًا من هذه العملية. ومن بين الأمور الأكثر أهمية (كما جاء في الاستراتيجية المذكورة ):أولا: إنشاء حملات توعية.ثانيا: اختيار نصير للبيئة للترويج للموازنة بين الازدهار الاقتصادي وحماية البيئة.ثالثا: إضافة إلى إثارة المشاعر العامة لدعم الإدارة المستقبلية.ومثل هذه الاستراتيجيات:لا نريد لها ان تكون حبيسة الادراج دون تطبيق!!.بل نريد لها التطبيق على ارض الواقع قبل اصدار الاقوال دون تنفيذ الافعال.ونريد كذلك وزيرا قويا قادرا على تجاوز كارثة الغاز الاخيرة التي ساهمت في تلوث الهواء واضرت بالسكان في الخور والذخيرة حت وصلت اثار التلوث الى الدوحة العاصمة وما جاورها، وهذا التلوث ليس جديدا بل يحدث من وقت الى اخر، وينذر بفشل الاستراتيجيات الاعلامية لوزارة البيئة وعدم جدواها بالتعاون مع "شركة قطر للوقود" و"قطر للبترول" في توحيد الجهود والاستراتيجيات الوطنية المطلوبة في مثل هذه الظروف!!. ** تصريح متأخر ومخجل لوزارة البيئة:بعد كارثة تلوث الغاز مؤخرا واهمال وزارة البيئة للحديث لوسائل الاعلام عن هذا التلوث الخطير، جاء تصريح مبتور ومتناقض وينم عن سبات عميق للوزارة والوزير الجديد، نشرته الشرق امس ويقول:قالت وزارة البيئة انها تلقت اتصالات من الجمهور عن انبعاث رائحة غاز في عدد من المناطق في الدولة، وبينت انها باشرت اجراءاتها للتأكد و"اتضح عدم وجود اي مخاطر تضر بالإنسان والبيئة". وقالت وزارة البيئة في سلسلة تغريدات على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تلقت الأجهزة المختصة بوزارة البيئة اتصالات من الجمهور عن انبعاث رائحة غاز في عدد من المناطق في الدولة حيث باشرت اجراءاتها في هذا الموضوع". وبينت أنه "تم الكشف في عدد من المناطق في الدولة بواسطة الأجهزة المختصة بفحص جودة الهواء حيث اتضح عدم وجود اي مخاطر تضر بالإنسان والبيئة". وأكدت وزارة البيئة "حرصها على تحقيق السلامة البيئية العامة من خلال التنسيق والمتابعة لهذا الأمر مع الجهات المعنية في الدولة". ** تعقيب على تصريح وزارة البيئة:هذا التصريح جاء متأخرا وبعد مرور ايام واسابيع عن انبعاث الغاز وتلوث الهواء، بل حتى ان الغاز وصلت رائحته الى الدوحة العاصمة، فما بالكم بالمدن والقرى التي تقع بمقربة من مدينتي الخور والذخيرة؟!. ** كلمة أخيرة:الى سعادة وزير البيئة نقول:الازمة تتفاقم ولابد من وضع بعض الحلول الناجعة والسريعة لانها تتكرر في كل عام، ويجب التحرك لانقاذ الموقف بدلا من التصريحات لوسائل الاعلام بـ "كلام مأخوذ خيرة" كما يقول العامة!!.