15 سبتمبر 2025
تسجيلعندما أتصفح تويتر وأرى رسائل تحمل بين طياتها أحقادا يبدو أنها مدفونة منذ قرون في نفوس أصحابها ومليئة بالشتم والسب الموجهين سواء إلى أشخاص أو قضايا أو بلدان ، والغريب أن هذه الحسابات تحمل أسماء معروفة على الساحة الثقافية العربية تلك الثقافة العربية التي تفتقر إلى أسلوب الحوار وحتى إلى ثقافة النقد والاختلاف حيث ينزل صاحبه إلى أدنى مستويات السوقية والوقاحة وقلة الاحترام للذات مسكين ذلك الذي اخترع لأول مرة تكنولوجيا المعلومات أو التكنولوجيا الرقمية والإنترنت وأهداها للبشرية ليستعينوا بها ظنا منه أنهم سيحسنون إستخدامها، فالتكنولوجيا أشبه بالعقل البشري الذي وهبه الله للبشر وهي كذلك في الحقيقة، فإساءة إستعمال هذا العقل وتوجيهه إلى خير البشرية يعود بالخير بدون شك، لكن استخدامه و توجيهه إلى الشر يعود بالشر والأذى بدون أدنى شك، هكذا يتم للأسف استخدام الإنترنت و في مثل هذه التفاهات التي تجعلنا نتمنى أن نعود بالتكنولوجيا إلى العصر الحجري عندما لم يجد الإنسان أمامه سوى الحجر ليصنع به حاجاته.. حيث لا شاشات كمبيوتر ولا وسائل للتواصل للأسف الشديد هناك بعض المثقفين والكتاب أصابهم الإفلاس ولم يعد الواحد منهم يملك من الثقافة سوى ثقافة الشتم و السب بحيث صاروا وبسبب إفلاسهم الفكري يلجأون إلى أساليب رخيصة في الترويج لأفكارهم التي لا تخدم ولا تغذي إلا الأحقاد والشرور ليس فقط حساب بعض الكتاب على مواقع التواصل وإنما حتى تلك المواقع التي تروج لمثل تلك الكتابات المسمومة وتنشرها، وتسمح لنفسها أن يتحول مواقعها إلى مواقع لنشر كتابات تفتقر لأبسط شروط النشر الأدبية والثقافية وتخلو من كل المواصفات الإنسانية والأخلاقية هكذا يؤسسون لثقافة السب والشتم دون أن يتساءلوا يا ترى ماذا سيقرأ الجيل القادم عن تاريخ الأمة وثقافتها من سيكتب لهم هذا التاريخ ومن سيوثق لهم الحقائق أي حضارة سيكتشفون وأي مستقبل سيبنون هي أسئلة تحتاج فقط لضمير واع ومخلص ورقابة ذاتية محترمة.