09 أكتوبر 2025

تسجيل

قطر الحاضنة لأهم التحولات

23 فبراير 2020

النجاح في جذب أصحاب الخبرات والمهارات برزت قطر على المسرح الدولي كدولة متفردة مستقلة تملك رؤية واضحة صريحة وتلتزم بالمبادئ والأعراف الدولية وتمكنت من أن ترسم صورة واضحة من خلال تمسكها بتلك المبادئ الإنسانية في كل الظروف ومهما كانت الضغوط، وإلتزمت بتعهداتها حتى مع من يحصرونها وحافظت على روح الاتفاقيات في أوضاع سمح لها القانون الدولي بإلغاء تلك الاتفاقيات، لكن ذلك الالتزام الشامخ والثابت منح قطر ثقة لا تقدر بمال، تلك الثقة هي الثروة الحقيقية لأي بلد. ولكي يتمكن أي بلد من تحقيق رؤاه لا بد من حصوله على مقدار من الثقة يمكنه من الدخول في شراكات وقدرته على جذب الدول والمؤسسات الدولية والمستثمرين، ولكي تحقق أي دولة طموحاتها تحتاج تلك الشراكات مع الشركات العالمية وجذب أصحاب الخبرات والقياديين وأصحاب المهارات والعلماء وأصحاب المبادرات، قطر حصلت على كل الثقة والإعجاب وأذهلت العالم العربي الذي يحتاج الأمل والعالم ومكنها هذا من تبوء أعلى المناصب الدولية واستعداد الدول والمؤسسات الدولية والعالمية إما لوضع مكاتبها أو إنشاء أعمالها، تلك الثقة مكنت قطر من كونها الوسيط النزيه المفضل من الولايات المتحدة إلى طالبان ومن حماس إلى السلطة الفلسطينية، وما اختيار الأمم المتحدة لإنشاء مكتبها لمكافحة الإرهاب والعنف في قطر إلى تقدير لما قامت به قطر من عمل وسعي واستثمار في استتباب الأمن والسلم الدولي، إنشاء مكتب يحارب الإرهاب في قطر يحول عبء الإثبات عن من هو محارب للإرهاب من من هو داعم له على كاحل دول الحصار، فكون الأمم المتحدة تنظر لقطر لاحتضان مكتبها المعني بمحاربة الإرهاب يعني حاجة الأمم المتحدة لدولة قطر ولدور دولة قطر، وما اتخذت قرارا بهذا الحجم في هذا الوقت إلا لان الأمم المتحدة على يقين أن تواجد مكتبها في قطر سيكون قدرا على الاستفادة من جهود قطر وسمعة قطر وان مكتبها سيتمكن من القيام بدوره على أكمل وجه، وأن الشراكة بين الأمم المتحدة وقطر هي شراكه أساسية لتستطيع تحقيق رسالتها أمام العالم كل هذا التقدير والثقة يأتي بعد العمل والسعي والثبات على المبادئ و الممارسات الإنسانية وبعد عقود وعقود جعلت من اسم قطر ومكانتها العالمية أساسية لتحقيق الأمن والسلم الدولي فهذا دور الأمم المتحدة الأساسي، وإبرام الشراكة مع قطر يبرز دور قطر ومكانتها العالمية والصورة الذهنية التي نحتتها قطر في العقل العالمي، ولتحقيق هذه المكانة لا بد من عقيدة راسخة على السير على خط المبادئ دون الميل لأسباب ذاتيه وان كان البعض يرفع راية المصالح للدلالة على الوعي ومصالح الدول ظلت قطر تنظر للمبادئ بعيدا عن المصالح الذاتية مما خلق وعيا عالميا ودوليا على أن قطر نزيهة ولا تضمر أجندة خاصة هي الباعث لتحركاتها بل الباعث هو الخير للجميع حقيقة أن قطر تستفيد من عالم يجنح للسلم ولكن لا يمكن تفسير هذا على انه بواعث ذاتيه المصلحة، لكن على الجانب الآخر ذلك المفهوم الذي يردده كل من وصف نفسه سياسي أو حصيف، بل ما قامت به قطر من العمل على التوفيق بين أطراف الصراع والعمل على إيصال الأطراف المتصارعة لحلول سلمية وفي الكثير من الأحيان الاستثمار في تحقيق ذلك التوافق و الوصول لاتفاقيات تاريخية تخفف من المعاناة الإنسانية، ففي التوصل لاتفاق بين أمريكا وطالبان والحكومة الأفغانية، فقطر أولا هي الدولة الوحيدة القادرة على إبرام مثل هذا الاتفاق وفي تحقيق هذا الاتفاق تكون قطر قد ساهمت بشكل أساسي لإيقاف أطول حرب عانت منها جميع الأطراف وتحقق تطلعات الشعب الأمريكي و الشعب الأفغاني ولكن هذه الاتفاقية ستساهم في إحلال السلام في المنطقة فجميع دول المنطقة المجاورة لأفغانستان تعاني الأمرين من هذه الحرب، كل هذه الإنجازات تأتي لتتوج جهود قطرية مخلصة لتحقيق الأمن والسلم الدولي ولكن عانت قطر من اتخاذها مسارات مستقلة محايدة لم يفهما الكثير من الدول وتحملت قطر الكثير والكثير من اللوم غير المبرر من أسلوبها الفريد في السياسة الدولية و ي الحياد النشط والفاعل، فالكثير من الدول ينتهج الحياد في أوقات وأحداث ولكن ذلك حياد سلبي، فقطر وقدرتها على الاحتفاظ بعلاقات وطيدة مع مختلف الأطراف والتي تجديها قطر لدرجة حيرت المراقبين وصناع القرار فلم يفهم الكثير كيف تستطيع قطر من المحافظة على علاقات وطيدة مع أمريكا وإيران وتركيا والسلطة الفلسطينية وحماس ومختلف الاطراف بدت العملية مستحيلة بالأدوات المفاهيم التقليدية ولكن مفهوم قطر قلعة (كعبة) المضيوم جعلتها تتحرك بشكل مستقل عن مسارات الآخرين أولا من ناحية التحزب وثانيا من ناحية مفهوم المصالح فحماية المظلوم ليست مصلحة ذاتية بل هي مصلحة إنسانية فلا بد لأحد أن يحمل الشعلة شعلة الإنسانية وانها في النهاية تؤمن بالإنسانية والمبادئ الإنسانية، وهذا نهجها قدرة على تجاوز المصالح الضيقة ولكنها كما البنك الذي يعتمد على ثقة عملائه من اجل أن يستمر في عمله فقطر ومن خلال تلك الثقة تمكنت من السمو فوق كل الخلافات واستطاعت أن تحقق الإنجاز تلو الإنجاز في الداخل وعلى المستوى العالمي والدولي. [email protected]