18 سبتمبر 2025
تسجيلهل كنت تتخيل قبل عدة سنوات ـ ليست بالبعيدة ـ أن هؤلاء (الأشبال الصغار) الذين يتدربون في (أكاديمية إسباير) في جدٍ ونشاط وجو من الألفة والمودة فيما بينهم أنهم سيصبحون أبطال أمم آسيا في يومٍ من الأيام!؟ ولله الحمد قد حدث بالفعل، إنه الحلم الذي تحول إلى واقع ولم يكن مجرد واقع طبيعي بل هو واقع أسطوري، تخطى بجماله حدود المعقول، ولمع شعار أكاديمية إسباير ( اليوم حُلم وغداً نجم ) بحروفٍ من نور بالألعاب النارية في سماء الدوحة بعد الفوز بالبطولة في جوٍ مفعمٍ بالبهجة والسرور، وهذه الحالة ليست فريدة على قطرنا الغالية، بل هي حالة مصغرة لحالة ( وطن ) اختصر بتقدمه وازدهاره سنوات عديدة فحقق الكثير من الإنجازات والرقي في فترة زمنية قصيرة وكأنه الجواد العربي الأصيل الذي تتقدم خطواته للأمام مُسرعاً في سباق البطولة لينفرد بالنصر ويفوز بالسباق، بل لم نكن مبالغين إذا قلنا إن قطر أصبحت (مصدر إلهام) للجميع، فاحلم بما يفوق إمكانياتك، واسعى للوصول إلى أعلى من هدفك، وارسم طريقاً ممهداً بالورود رغم إحاطتها بالأشواك، فبالعمل الجاد المتواصل و بالعزيمة والصبر وحُب ما تفعله والشغف به وقبل ذلك كله حسن التوكل على الله تعالى ـ بهذا كله ـ ستصل إلى مبتغاك، و تحقق حُلمك بإذن الله تعالى، ولا تعطي فرصة لمعوقات حلمك أن تكسرك أو حتى تقلل من طاقتك، فهذه (قطر) ما زادها الحصار إلا قوةً وصلابة، فباتت أقوى وأكثر تصميماً على النجاح والتقدم في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والحكومة الواعية والشعب المتلاحم بشقيه المواطنون والمقيمون. ولا عزاء لدول الحصار، الدول التي انتهجت الظلم والفساد في الأرض أسلوباً للحياة، فكانت النتيجة الهزيمة والرجوع إلى الوراء، ولا عجب في ذلك، فتلك سُنَّة الله في كونه تصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} ونرى في الجهة المقابلة بلداً (قد شُدَّ عليها الخناق) تسعى للعدل والإصلاح ؛ فيتوجُ اللهُ عملها بالنجاح والفلاح، وتتقدم قطرنا الحبيبة ليس فقط رياضياً بل في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والأخلاقية كذلك، فنتذكر قوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} فاللهم اجعل أهل قطر قادة في الخير ودعاة إليه ..اللهم آمين.