18 سبتمبر 2025
تسجيللسانه يأكله لا بد أن يحركه ولكن بماذا؟ وفي أي شيء يستخدمه ويمارسه؟ وللأسف فإنه يحركه في السب والشتم والكلام البذيء، أو في الغيبة والنميمة، أو في قول الزور وشهادة الزور، أو في الكذب والافتراء، أو في كثرة الحلف بالله تبارك وتعالى، أو في اللعن، أو في الدعاء على النفس والولد والمال بوعي ومن غير إدراك وإحساس، أو في سب المخلوقات والأيام، أو في السخرية والاستهزاء، أو في تداول الشائعات وإذاعتها، أو في نقل الاتهامات وإلصاقها بالغير للحسد وإفشاء الغليل فيه، أو في التشويش والتخريص والتحريض، أو في القيل والقال والثرثرة وذكر المعايب والمثالب، أو في المراء والجدال والخوض فيما لا يعني، أو في النقد الجارح الهدام، أو في التهريج وإطلاق النكات التافهة والكلام القبيح، أو في التطاول والنيل من علماء الأمة المخلصين والدعاة الأحياء منهم والأموات رحمهم الله، فهذه الأعطاب وغيرها كلها من أمراض اللسان ومهالكه وآفاته. صاحبه يشوه سمعته-أي لسانه- ويسيء استخدامه. وللأسف-ولا نعمم- فإن من الناس من لا يُكرم لسانه ولا يصونه ولا يلزمه مكانه ويوقفه عند حدوده، فهو يهرف بما لا يعرف إنه الرويبضة " الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " وما أكثر الرويبضة في زماننا هذا خاصة على شاشات الفضائيات -إلاّ ما رحم الله- وطلب السلامة للسانه. قال الإمام ابنُ القيم رحمه الله " ومن العجب أنَّ الإنسانَ يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزِّنا، والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه... " ويقول رحمه الله " وكم ترى من رجلٍ مُتورع عن الفواحش والظلم.. "، وتأمل قوله بعد ذلك " ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول..." لتعرف الحقيقة. ففي إمساكه وحبسه نجاة وخير وحكمة ويقظة من صاحبه يعرف متى يحركه ويرسله، يوقن ويعلم أنه إذا استقام القلب استقام اللسان والعمل، وتنبهت بقية الجوارح لكل خير وتوفيق وإحسان. يقول الإمام ابن حزم رحمه الله " كم شاهدنا ممن أهلكه كلامه ولم نر قط أحداً ولا بلغنا أنه أهلكه سكوته فلا تتكلم إلا بما يقربك من خالقك..." فما بال الإمام ابن حزم رحمه الله لو أتى في زماننا هذا فما عساه أن يقول!. فلنتأمل ونعمل ونتكلم بما يرضي مولانا سبحانه وتعالى ولنحذر أعطاب اللسان. " ومضة " عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك"، هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بإمساك اللسان، فلماذا؟ الجواب عندكم يا سادة يا كرام.