13 سبتمبر 2025
تسجيلالتعود على القراءة تبدأ منذ الصغر وربما يستهين الكثير من الآباء والأمهات من ميول أطفالهم الصغار نحو القراءة ولا يدركون أن القراءة تؤثر تأثيرًاواسعًا وعميقًا في الطفل، فهي تشبع لديه حب الاستطلاع، وتمده بالمعلومات الضرورية التي تساعده على حل كثير من المشكلات.ويستطيع الطفل عن طريق القراءة اكتساب الثقة بنفسه، والقدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بسهولة إلى جانب إثراء اللغة التي يتحدث بها، وتمهد القراءة للطفل طريق الاستقلال عن أبويه وعن الكبار بوجه عام. وهي تفيد الطفل في الإعداد العلمي، فعن طريقها يتمكن الطفل من التحصيل العلمي الذي يساعده على السير بنجاح في حياته المدرسية، كما تساعده على التوافق الشخصي والاجتماعي، وإلى جانب ذلك، فإن القراءة تحقق للطفل التسلية والمتعة، وتهذب لديه مقاييس التذوق. ويعتقد كثير من الأمهات أن الطفل لا يتأثر بالكتاب قبل دخوله المدرسة، لأن الطفل لم يتعلم القراءة بعد، وهذا الاعتقاد خاطئ، لأن الطفل الصغير الذي يتصفح الكتاب يتشوق إلى الاهتمام بالقراءة فيما بعد، وتفتح أمامه آفاقًا واسعة من المعرفة والاكتشاف، حكايات الأطفال من أحب الأشياء إلى قلب الطفل، وتظل عالقة في ذاكرته إلى أن يصبح رجلا، بل إنها تشكل شخصيته في المستقبل، وذلك لأن لها أثرًا خطيرًا على عقليته، فقد تجعل منه إنسانًا سويَّا يواجه المصاعب، ويتحمل أعباء الحياة، أو تجعل منه إنسانًا جبانًا، يعاني من العزلة والانطواء والخوف، وذلك بما تحمله من مضامين، ومن المعروف أن الهدف من قصص الأطفال هو تنمية خيالهم، وإثراء معلوماتهم، وحثهم على التحلي بالقيم الفاضلة، لكن هناك الكثير من القصص التي تقدم لأطفالنا عبر الفضائيات تحرض على العنف، بل وتحاول طمس هويتهم بما تبثه من أفكار مسمومة وقيم سلبية. يجلس الأطفال الساعات الطويلة أمام شاشات التليفزيون أو الفيديو، وتستغله بعض الأمهات كوسيلة لإلهاء الطفل، حتى تتفرغ لأعمالها في البيت، فتكون النتيجة، أن الطفل يشاهد كل ما يوجه إليه عبر الشاشة من برامج وفقرات مليئة بكل أنواع المشاهد والأفكار التي لا تناسبهم فينشأ الطفل على أن هذه الأشياء التي رآها ووعاها في طفولته من الأمور العادية، فيقلد ما شاهده، أما بالنسبة للإذاعة فقد يعتقد البعض أن انعدام وجود الصورة في الراديو، قد تجعله وسيلة إعلامية أقل تأثيرًا عن غيرها من وسائل الإعلام الأخرى، ولكن يمكن القول إن انعدام الصورة يساعد الطفل على تركيز انتباهه على الكلمة وعلى النص المذاع، مما يؤدى إلى زيادة وتعميق استفادته وتحصيله في هذا المجال، ولكن على الأم أن تعلم أن البرامج الإذاعية التي تتناسب مع الطفل هي تلك التي تتميز بالوضوح والبساطة، مع امتلاكها لعناصر الجذب كالمؤثرات الصوتية التي تثير خياله وتنمى ملكاته. ومن المفروض أن كل ما يقرؤه الطفل أو يشاهده أو يسمعه يكون تحت مراقبة شديدة من الجهات المعنية أولا ثم الأهل كي نضمن جيلا مثقفا واعيا نحن مسؤلون عن ثقافته.