17 سبتمبر 2025
تسجيلآخر قصص النظام السوري الآيل إلى السقوط، إصدار وزارة المالية السورية قراراً يقضي بالحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة لمواطنها "فيصل القاسم" معد ومقدم برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة الفضائية، وهذا ليس خبراً مدسوساً أو صادرا من المعارضة بل جاء ذلك وفقاً لما نقلته صحيفة الثورة السورية المحسوبة على النظام.. النظام السوري اتهم "القاسم" بالتآمر على الدولة وإثارة الحرب الأهلية؟! على كل حال تعتبر تلك الإجراءات التعسفية في حق "القاسم" صك براءة وقلادة شرف وطنية على صدره.. ليس جديداً أن يستهدف الطغاة الإعلام والإعلاميين، والطغاة عبر العالم هم طغاة سواء كانوا عرباً أو أمريكيين أو أوروبيين.. في يوم 13 نوفمبر 2001، وأثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان دمرت ضربة صاروخية أمريكية مكتب قناة الجزيرة في كابل، بيد أنه قبل 11 سبتمبر 2001، أشادت حكومة الولايات المتحدة بالجزيرة لدورها كوسيط إعلامي مستقل في الشرق الأوسط؟! المدهش أن الجزيرة اكتسبت اهتماماً عالمياً في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 لأنها كانت القناة الوحيدة التي تغطي الحرب على أفغانستان على الهواء مباشرة من مكتبها هناك وبمهنية عالية.. لقد كان جزاء مدير مكتب القناة في كابل تيسير علوني الاعتقال في إسبانيا التي يحمل جنسيتها، في 5 سبتمبر 2003، بتهمة تقديم دعم لأعضاء في تنظيم القاعدة!! رغم ثبوت عدم إدانته في كل التهم الموجهة إليه، إلا أن القاضي الإسباني حكم عليه في 26 سبتمبر 2005 بالسجن لمدة سبع سنوات. فيما بعد كانت معالجة الجزيرة للحرب على العراق محل غضب أمريكي – بريطاني، وكان للرئيس الأمريكي السابق موقف مشهود ومخذ من القناة وصل حد الحقد الدفين؛ فقد نشرت صحيفة الديلي ميرور البريطانية في 22 نوفمبر من العام 2005م موضوعاً حصرياً على غلافها تقول فيه إن الرئيس "بوش الابن" خطط لتفجير مبنى قناة الجزيرة في بلد عربي صديق حسبما كشفت عنه مذكرة سرية جداً top secret صادرة عن 10 داوننغ ستريت.. الديلي ميرور أوردت تقول: (كشف بوش عن فكرته في ضرب المدنيين في الجزيرة أثناء قمة عُقدت وجهاً لوجه في البيت الأبيض مع توني بلير في يوم 16 أبريل من العام 2004م).. وسبق ذلك في 8 أبريل 2003م وبعد أسابيع من غزو العراق أن قصفت الولايات المتحدة مكتب الجزيرة في بغداد وقتلت المراسل طارق أيوب رغم أن الجزيرة تحسبت لذلك وأبلغت الولايات المتحدة لتحديد بإحداثيات مكتبها قبل الحادث الأليم، وذلك لتجنب التعرض لنيران القوات الأمريكية، ومازالت ديما طهبوب، أرملة طارق أيوب، تواصل السعي من أجل تحقيق العدالة لمقتل زوجها، فكتبت لصحيفة الجارديان، وشاركت في فيلم وثائقي بثته قناة الجزيرة الإنجليزية.. عندما ذهب طاقم الجزيرة لإعداد تقرير يتضمن لقطات بيانية من داخل العراق، شجب مسؤولون أمريكيون القناة واعتبروها معادية للولايات المتحدة، وتحرض على العنف.. نعم لقد أغضبت الجزيرة حكومتي لندن وواشنطن حيث (قلاع الحرية الصحفية) المفترى عليها بتغطيتها لأحداث الغزو الأمريكي الأوروبي للعراق.. صحيفة الديلي ميرور قالت أيضاً (تثير مذكرة داوننغ ستريت اليوم شكوكاً جديدة حول مزاعم الولايات المتحدة أن الاعتداءات السابقة على مكاتب الجزيرة كانت مجرد أخطاء عسكرية).. الجزيرة بدورها استنكرت هذه الأنباء وأصدرت بياناً طالبت فيه بريطانيا والولايات المتحدة بتوضيح موقفيهما من هذه الأنباء وجاء في البيان أنه: (إذا ما تبين أن التقرير صحيح فإن ذلك سيكون صدمة قاسية ليس للجزيرة فقط بل ولجميع المؤسسات الإعلامية في العالم بأسره، وسيلقي بشكوك جدية على تبريرات الإدارة الأمريكية لحوادث سابقة استهدفت صحفيي الجزيرة ومكاتبها).. ذلك الخبر الفضيحة أثار موجة من التعليقات الاستنكارية في أجهزة الإعلام العالمية المختلفة، ونشرت صحف الإندبندت والتايمز والجارديان البريطانية رسوماً كاريكاتورية تنتقد وتسخر من تلكم الخطة المعطوبة بسوء الغرض. كذلك تغطية الجزيرة للثورة الليبية في 2011 لم تعجب زعيم ليبيا السابق معمر القذافي، فتعرض علي حسن الجابر رئيس قسم التصوير بقناة الجزيرة للاغتيال في كمين تعرض له فريق القناة بمنطقة الهواري جنوب غرب مدينة بنغازي.. الجابر رجل كان واثقا من نفسه كالنسيم على قناعة تامة بأهمية دوره.