13 سبتمبر 2025
تسجيلاستمعت قبل أيام في البرنامج الاذاعي «وطني الحبيب» الاكثر شهرة، الذي تقدمه المذيعة المتألقة الدكتورة إلهام بدر، الى عدد من الشكاوى المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة، وكان من بين ما طرح من مشاكل تلك المرتبطة بالمواقف المخصصة لهذه الفئة. وحقيقة الأمر فإن المشاكل التي تعاني منها هذه الشريحة، ليست مرتبطة بمواقف السيارات، أو الاستيلاء عليها من قبل معاقي "الفكر" بصورة غير حضارية، هناك مشاكل اعمق واكبر من ذلك، وربما لا تمثل قضية المواقف شيئا مقارنة بذلك. على سبيل المثال: ما الجهات الحكومية التي تقدم على تعيين وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة ؟ كم تبلغ نسبة الموظفين من ذوي الاحتياجات الخاصة سواء في القطاع الحكومي أو الخاص؟ هل هناك جهة حكومية تتابع ذوي الاحتياجات الخاصة فيما يتعلق بالتعيين، وتتواصل مع هذه الشريحة للوقوف على المشاكل التي تعاني منها، أو العراقيل التي تعترض سبيلها ؟، هل مؤسساتنا التعليمية مهيأة لقيام هذه الشريحة بتلقي التعليم فيها؟ بل حتى المداخل الخاصة بالوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة، في الغالب لا تتوافر بها مداخل خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، تمكنهم من الدخول والخروج بيسر وسهولة. منذ مدة كتبت عن نفور الوزارات والمؤسسات من توظيف هذه الشريحة، بل وقيام البعض منها بالاستهزاء بصورة سيئة، او التقليل من شأن هذه الفئة، وفي احسن الأحوال فإن البعض من أصحاب القرار في عدد من الجهات يرفض النظر في طلبات التعيين الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، ويعتبر ان هذه الشريحة لا يمكنها العطاء أو العمل، وان مكانها المنزل! بالمناسبة فإن ذوي الاحتياجات الخاصة لا يستهان بنسبتهم في المجتمع، وعلى الرغم من ذلك قلما تجد منهم من يعمل في الوزارات الحكومية، لا اقول القطاع الخاص، فلو قمت بزيارة أي جهة لن تجد بها موظفا من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا ما ندر. المجتمع بأسره بحاجة الى تثقيف وتغيير النظرة تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، بدءا من الأسرة؛ فهناك العديد من الأسر لايزال "يسجن" ابنها إذا ما كان من هذه الفئة، ويرفض ادماجه في المجتمع، ويعمل على "اخفائه" بالمنزل، وكأن الأمر يمثل "سبة" أو تقليلا من شأنه . ذوو الاحتياجات الخاصة بحاجة الى جهود متكاملة من قبل المجتمع، بأفراده ومؤسساته، بعيدا عن النظرة القاصرة هنا أو هناك.