12 سبتمبر 2025
تسجيلالوفاء صفة إنسانية رائعة. ما يربط الانسان بأخيه الانسان مجموعة من الوثائق غير المكتوبة. ولعل الوفاء أبرز هذه الصفات ولكن في الحياة. من الندرة أن نجد هذا إلا فيما ندر. نتذكر تلك القصة الرائعة وما حدث لكل من الاديبين عبدالحميد الكاتب وعبدالله بن المقفع. وكيف حاول كل منهما ان يفدي صاحبه. ولكن لماذا اتذكر الآن هذه الصفة الرائعة. لأن الانسان في رحلته يلتقي بنماذج، يساعدهم فيعضون الايدي. اتذكر ونحن طلبة في قاهرة المعز.. كيف ارتبطنا بنماذج. كنا نعتقد بانهم يشكلون جسراً للتواصل بين ابناء هذا الوطن الجميل بأهله وناسه. وتلك الزمالة. حاولنا ان نمدّ يد العون والمساعدة اليهم بكل الطرق والوسائل. وتكلل مسعانا بالخير لهم. وفجأة. بعد ما يقارب من اربعة عقود. بان كل ما فعلناه ما كان سوى قبض الريح.. واننا مجرد جسر حتى يصلوا الى غاياتهم أو كما قال ذلك الانسان. «هذه ديرة السذج !!» لا.. نحن لسنا سذجاً. هناك خير وهناك شر.. وهناك خيط رفيع بين ان امدّ يدي اليك وانتشلك. واعمل بأصلي.. وتعمل بأصلك !! نعم هناك اوفياء وهناك لؤماء. انا حزين على ضياع سنوات من عمر الانسان في صحبة مثل هذه النماذج. ولكن هل يعني هذا أن يتوقف الانسان عن فعل الخير ؟ أم يعمل الخير ويرميه في البحر كما في الامثال ؟ انا في حيرة. هل النماذج التي مرت في حياة الفرد تخلق مثلاً اقول مثلاً، تخلق دروسا وعبرا، أم اننا كما قال ذلك سييء الخلق والاخلاق ان اهل قطر من السذاجة بمكان. بين الخير والشر خيط رفيع ارفع من الشعرة. قد يكونون هم من وجهة نظرهم يرون الواقع هكذا ولكن نحن سوف نستمر في العطاء.. فالحياة لا تستقر على نمط واحد. أو على شكل احادي.. هناك نماذج من الاشقاء العرب عبر خريطة الوطن تربطنا بهم وشائج وما أكثر. وعدد محدود من النماذج لا يعني ان نتطلع الى الحياة بمنظار أسود. الاصيل سوف يبقى على اصله والبيسري سيظل هكذا. وقدر الانسان ان يعيش مع هذا وذاك. ولكن يحزّ في النفس ان تسهم في تكوين جاحد وأن ينكر كل ما قدمت له.. فهنا الطامة الكبرى. وكم كان صديقي الراحل وجدي الحكيم محقاً وهو يقول: اعتبرها شروة خاسرة !!.