03 نوفمبر 2025

تسجيل

الدروس العشرة (5)

23 يناير 2018

فلسطين الأرض المباركة، أرض النبوات، الأرض التي صلى فيها خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم إماماً بالأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، الأرض التي فتحها عمر بن الخطاب الخليفة الراشد رضي الله عنه تواضعاً وسلاماً، أرض الصحابة رضي الله عنهم، أرض التابعين وتابعي التابعين رحمهم الله، أرض العلماء والفقهاء الراسخين والدعاة العاملين، أرض المجاهدين والشهداء والمرابطين والمدافعين المخلصين، أرض الإسلام والمسلمين، الأرض التي حررها وطهرها القائد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله. ومن يفرط في ذرة من ذرات أرضها المباركة يفرط في كل شيء، وينتهك حرمة أي شيء وهذا واقع ومشاهد، فلسطين عاصمتها القدس الشريف، بل وكل مدينة وقرية فيها من الدروس التي لا تنقطع، لماذا؟ لأنها أرض مباركة طاهرة، فمن هذه الدروس التي تحملها لنا فلسطين: —  الدرس الأول: فلسطين أرض الرباط والجهاد والإسلام، ولن يستطيع أحد أن يعطل أو يسقط أو يكسر راية الجهاد أو يُزحزح الإسلام عن هذه الأرض المقدسة، حتى ترجع إلى أهلها بإذن الله. الدرس الثاني: الطفل والرجل والمرأة والشيخ الكبير والمسنة، بل وجميع فئات هذه الأرض ومختلف مجالاتهم وتخصصاتهم وأعمالهم على أرض فلسطين يمنحوننا دروساً في التضحية والثبات والتجرد والوفاء لهذه الأرض المباركة المقدسة. فلله درّهم...  الدرس الثالث: من باع نفسه للشيطان وعقله وجسده لإعداء الدين من يهود بني صهيون وأعوانهم بتأييده لهم ويطبّع علاقاته معهم سراً وعلى المكشوف، فقد خان فلسطين والأقصى المبارك، وخان دينه ومجتمعه وأهله وأمته. اللهم طهر أمتنا من الخونة..! الدرس الرابع: القدس وكل فلسطين أغلى وأثمن من تأتي عليها مساحات السلام المزعوم ومفاوضات التركيع والخذلان وبيع كل شيء للعدو الصهيوني، إنها أرض إسلامية من دون أدنى شك.  الدرس الخامس: دخل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه بيت المقدس تابعاً من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، دخله متواضعاً لربه ليتسلم بيت المقدس في موكب الفاتحين، لم يدخله رضي الله عنه والبساط الأحمر ممدود له، ولا عليه ثياب المارشال والجنرالات. هكذا تُفتح وتحرر فلسطين وتعود. فمتى؟ عسى أن يكون قريباً على الأيدي المتوضئة بإذن الله..! وما أروع صفحات تاريخ الفاتحين الخلفاء والقادة...! الدرس السادس: العهدة العمرية وثيقة أمن وآمان على أرفع المستويات في العلاقات الدولية، تُبين وتؤكد لنا أن التسامح خلق وقيمة إسلامية بامتياز عن عزة وقوة ورفعة لا عن ذلة وضعف وخور، بالفتوحات والقيم التي حملها الفاتحون رضي الله عنهم. فتأملوها يا أدعياء حقوق الإنسان...!  الدرس السابع: "يقول ابن صلاح الدين رحمهما الله: ورأيت أبي يهوي من فوق فرسه ساجداً لله على الأرض!! الرجل يشكر الله تعالى، ولم يكن ينتظر أن يرجع إلى مقر حكمه ليقال له: بالروح بالدم نفديك يا صلاح"، كما يفعل زعماء الاستسلام والانهزامية ورويبضات من بني العربان ومطبليهم الذين لم يفعلوا لامتهم سوى الذل والخيانة والغدر والتبعية والمهانة والفجور في الخصومة والتطاول على الأعراض. والله المستعان...! الدرس الثامن: "فلسطين...الدرة المغتصبة" تبقى ويبقى الأقصى المبارك شوكة في حلق أهل النفاق والخيانة والكفر والمرتزقة وأهل الوقاحة والسذاجة والصلف.  الدرس التاسع: فلسطين تعطينا درساً أنها لن تعود بالصياح الفارغ، ولا بالخطب الجوفاء، ولا بالشعارات الهوجاء، ولا بمؤتمرات الاستسلام الخرقاء، ولا بمفاوضات الخداع ذات الابتسامات الصفراء، تعود بالقوة وبالمقاومة المخلصة الصادقة لله تعالى، هكذا يعلّمنا التاريخ..!  الدرس العاشر: فلسطين تعلمنا أن من يكون مع الله صدقاً وعدلاً في جهاده، وفي حركته وتعاملاته وأخلاقه وتربيته، " يا مسلم يا عبدالله..." النصر حليفه والقيادة والسيادة له، " وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللهَ لقَوِيٌ عَِزيزٌ ". "ومضة" رحم الله السلطان العثماني عبدالحميد يعلّم القادة والحكام من عرب ومسلمين، أن فلسطين لا تباع ولا يعقد لها صفقات الخيانة والذلة والاستكانة والتركيع. تعلّموا من هذا السلطان العثماني رحمه الله ومن القادة الكرام يا من تبيعون أرضاً ليست بأرضكم بصفقات الخيانة والنذالة لا قيمة لها عند الأحرار الشرفاء الأمناء على فلسطين بكامل ترابها.