20 سبتمبر 2025

تسجيل

كفاني علماً!

23 يناير 2017

التعليم المستمر أو التعلم مدى الحياة، مفاهيم انتشرت في السنوات الأخيرة، تفيد كما هو واضح دون كثير شروحات، أن المرء لا يجب أن يقف عند حدود معينة في العلم، بل عليه أن يتعلم ويتعلم إلى آخر رمق فيه، أو الدقيقة الأخيرة من حياته، إن كان حينئذ على وعي وقدرة كافيتين، لكسب علم جديد.جاء عن الفاروق عمر رضي الله عنه قال: "لا تتعلَّمِ العلْم لثلاث ولا تتركهُ لثلاث.. لا تتعلَّمه لتتمارى به، ولا لتُباهيَ به، ولا لتُرائيَ به، ولا تتركهُ حياءً من طلبه، ولا زهادة فيه، ولا رضاً بالجهل به.لا يمكن أن يزعم إنسان في هذا العصر أنه قد اكتفى من العلم، أو أنه ليس بحاجة لأن يتعلم أكثر مما تعلمه. نعم قد يصل إلى حد معين في تخصصه، ولكن ماذا عن بقية التخصصات والعلوم؟ لا أقول بالطبع أن يتعلم كل العلوم كما يتعلمها المتخصصون فيها، ولكن شيئاً من كل شيء، مثلما أنه أخذ تقريباً كل شيء من شيء، في إشارة إلى التخصصية. ألم يحدث أن احتقرت معلومة أو علماً ما من شخص، ليس لشيء سوى أنه يقل عنك مرتبة أو وجاهة أو مكانة علمية؟ ألم تحدثك نفسك يوماً أن تبتعد عن مصادر التعلم، إن كانت تلك المصادر أقل شأناً أو درجة أو أقل عمراً منك؟ لا تقل: لا لم يحدث، لأن الأمر لا يسلم منه إنسان غالباً.. فكلنا بحاجة إلى أن يتعلم من الغير، مع أهمية التواضع في هذه المسألة، لأن هناك نفوساً لا تتقبل علماً من نفوس أقل شأناً أو مكانة أو علماً.نبي الله موسى سأله ذات مرة سائل وقال له: يا نبي الله، هل هناك من هو أعلم منك؟قال دون تردد: لا، وفي ظنه أنه الوحيد في ذاك الوقت من له ارتباط بالسماء، وبالتالي هو الأعلم.. فأوحى الله إليه أن هناك من هو أعلم منك يا موسى، وكانت القصة الرائعة بينه وبين الخضر عليهما السلام، فكان نعم النبي وطالب العلم المتواضع موسى، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام.