17 سبتمبر 2025
تسجيلمع بداية عملي في إذاعة قطر وقبل الافتتاح الرسمي، كنا كمجموعة نحاول قدر المستطاع أن نكتشف سر هذا العالم الجميل والممتع وأعني الإذاعة، أنا أعود بالذاكرة إلى عام 1968 أي قبل ما يصل إلى نصف قرن من الزمان، أتذكر تلك الصحبة الجميلة وأعود بالذاكرة إلى عرف جميل عند تقديم الأغاني، أنا أتحدث الآن عن أهمية التنسيق أولاً، وعن العرف الإذاعي ثانياً وعن احترام الفنان واعطائه حقه الأدبي، لأن حقه المادي في تلك الفترة كان ضائعاً، كنا نشتري الأسطوانات من المرحوم حسن بومرداو وأبوبكر والجيدة والمانع ونذيع تلك الأغاني، لا رقيب ولا حسيب، وهذا دأب كل الإذاعات، ولكن مع هذا فإن حق الشاعر، شاعر الأغنية والملحن محفوظ، فنذكر مثلاً أن الأغنية الفلانية من تأليف فلان، وتلحين علان وغناء الفنان فلتان، هذا العرف قد تلاشى في كل الإذاعات من المحيط إلى الخليج اللهم عند الصديقين عبدالسلام جاد الله ومعه الفنان الصديق إبراهيم حبيب.الآن لا نعرف من هو الملحن ومن هو الشاعر وبخاصة عبر إذاعات "FM" وما أكثرها.في أكاديمية الفنون مكتبة عامرة بكتيبات تطرح سيرة مجموعة من الفنانين، من نجمات ونجوم زمن الفن الجميل، وكعادتي قمت بشراء مجموعة من هذه الكتيبات، واكتشفت أن الفنان في تلك الحقبة كان يمارس معظم الفنون الإبداعية، فالشاعر صلاح جاهين مثلاً ممثل ورسام متميز وبديع خيري شاعر وكاتب مسرحي وأحمد شوقي أمير الشعراء كاتب مسرحي وشاعر غنائي وبخاصة لابنه الروحي محمد عبدالوهاب، وأبو السعود الإبياري، زميل رحلة النجاح للفنان إسماعيل يس وقدما معاً مجموعة من الأعمال المسرحية، ويواصل في ذات الإطار أبناؤه ومنهم أحمد الإبياري ولكن الإبياري الأب صاحب رصيد كبير من الأغاني، من هذه الأغاني أشهر أغاني الفنانة رجاء عبده "البوسطجية اشتكو من كتر مراسيلي" وقدم لكبار الفنانين مجموعة من الأغاني التي عاشت في ذاكرة الأجيال وكسب من خلالها مطربو الملاهي أكثر من أصحابها مثل فريد الأطرش وعبدالعزيز محمود وشادية وغيرهم، ولعل أغنية فريد "يا عوازل فلفلوا" كانت ترنيمة أحد أصدقاء المرحلة الابتدائية في مدرستنا القديمة في حي الغانم، أما أغنية شادية "ياحسن ياخولي الجنينة" فقد كان يمازحني في المرحلة الابتدائية والدنا الروحي ومربينا الفاضل المرحوم أحمد علي منصور.. رحم الله تلك الأيام الخوالي.. سنوات لم تسقط من الذاكرة.