16 سبتمبر 2025
تسجيلبالنسبة للأشقاء في الإمارات، ليس فوز منتخبهم، الذي أطلق عليه الكثيرون لقب "برشلونة الخليج"، بلقب "خليجي 21" هو نهاية المطاف، إنما هي مجرد البداية لمنتخب يتكون من مواهب ونجوم وزنهم ذهب، ومرشح بقوة أن يتفوق على الجيل الذهبي السابق الذي ضم الطلياني وفهد خميس وشقيقه ناصر وزهير بخيت وأبناء سعد ومير وغانم وغيرهم. خطة الاتحاد الإماراتي لكرة القدم لمنتخبها الوطني الحالي تهدف إلى المشاركة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 بروسيا، والمنافسة على لقب كأس آسيا 2015 باستراليا، علما أن الجيل الذهبي كان قد تأهل إلى كأس العالم بإيطاليا عام 1990 وشارك مرتين متتاليتين في نصف نهائي كأس آسيا عامي 1992 باليابان و1996 بالإمارات التي خسر لقبها أمام شقيقه السعودي في المباراة النهائية بضربات الترجيح. ورغم أن خطة اتحاد كرة الإمارات وضعت "خليجي 21" كمحطة إعدادية لقادم المنافسات على الصعيد الآسيوي، فإن تتويج منتخبها الذي يتكون جُل عناصره من الشباب بلقب البطولة هو بمثابة حافز معنوي كبير لهم، لأن هذا الجيل الذي ارتقى منصات التتويج في الفئات السنية المختلفة، يوجد للمرة الأولى على صعيد الكبار. لقد خاض الجيل الذهبي الجديد للإمارات العديد من النهائيات، بدءا من تتويجه بكأس آسيا للشباب "السعودية 2008"، والصعود إلى دور الثمانية في كأس العالم للشباب "مصر 2009"، والفوز بلقب بطولة الخليج للمنتخبات الأولمبية "الدوحة 2010"، وتحقيق فضية دورة الألعاب الآسيوية بغوانجزو الصينية عام 2010، والتأهل إلى أولمبياد لندن 2012. والفوز بلقب "خليجي 21" هي نتيجة طبيعة لكتيبة لا يرضى أفرادها سوى الانتصار والتتويج بالألقاب. قدمت الإمارات فريقا كرويا رائعا، سيكون أحد أقوياء آسيا إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا، إذا ما استمر على نفس المنوال. والحقيقة أن التجربة الإماراتية، على المستوى الفني والإداري، ينبغي أن تكون نموذجا لبقية المنتخبات الخليجية والعربية. وما يميز هذه التجربة هو التكامل بين جميع الأطراف من جهاز فني مواطن بقيادة المهندس مهدي علي، وإدارة مواطنة جُلها من لاعبي الجيل الذهبي السابق وعلى رأسهم اسطورة الكرة الإماراتية عدنان الطلياني، ولاعبون يتمتعون بمواهب وإمكانات فنية يستحق بعضها، كصانع الألعاب "عموري" والهداف "أحمد خليل" الذي يلعب احتياطيا في ناديه، الاحتراف الخارجي. ويُكمل هذه الأطراف الإعلام الإماراتي الذي ساند فريقه، وألهب حماس لاعبيه وجماهيره، داخل الإمارات وخارجه. بيد أنه في ظل هذه الصورة الجميلة عن الإنجاز الإماراتي في "خليجي 21"، تبقى هناك نقطة سلبية وحيدة، وهي قيام الجمهور الإماراتي الذي ملأ مدرجات استاد البحرين الوطني في النهائي بتحية جميع الدول، عدا دولة قطر، بل أصدر صفارات الاستهجان عندما ذكر المذيع اسم بلدنا الحبيب. هذا التصرف كان بمثابة ردة فعل على خبرين فقط نشرا في صحافتنا المحلية. صحيح أن الخبرين فيهما إساءة للأشقاء، ولكن تم تقديم اعتذار عن ذلك. ثم إن وسائل الإعلام القطرية قدمت من جانبها الدعم الكبير للمنتخب الإماراتي الشقيق، وأفردت ملاحقها وقنواتها الفضائية للتغني بلاعبيها ومدربها الوطني. فلماذا ننظر بمجهر مكبر للنقطة السوداء في ثوب ناصع البياض فقط؟