30 سبتمبر 2025

تسجيل

حق العودة .. سلاح التحرير

23 يناير 2013

التصريح الذي أدلى به السيد محمود عباس منذ يومين لقناة الميادين الإخبارية الذي كشف فيه أن العدو الصهيوني وافق على عودة 150 ألف لاجئ فلسطيني من لاجئي سورية إلى الضفة الغربية بشرط تنازلهم عن حق العودة، وأن تنازل كل فرد منهم عن هذا الحق يؤكد عدة حقائق مهمة ولعل أهمها أن العدو لا يخاف إلا من هذا الحق المشروع الذي أقرته قرارات الأمم المتحدة، لأن تنفيذ هذا القرار وتطبيقه يعني بكل وضوح تحرير فلسطين من البحر إلى النهر لأن من له الحق في العودة هو كل الشعب الفلسطيني وعودة هذا الكل تعني أنه لا مكان للإسرائيليين الذين جاؤوا من شتى أنحاء العالم واحتلوا مدن وقرى وأرض هذا الشعب.العدو الصهيوني لا يخاف إلا من ترجمة هذا الحق على أرض فلسطين، فهو لا يخاف الجيوش العربية لأنه يدرك عجز النظام الرسمي العربي عن مواجهة عسكرية مع هذا العدو، ليس لأن الجيوش العربية عاجزة أو ضعيفة أو جبانة على مواجهته عسكرياً والدليل على ذلك حرب أكتوبر المجيدة التي أثبتت أن الجندي العربي يملك من القوة والجرأة والمقاومة ما يعجز عنه الجندي الصهيوني لكن اطمئنان هذا العدو بأن أغلب حكام العرب الذين يأمرون هذه الجيوش عاجزون عن اتخاذ قرار بمواجهة العدو الصهيوني وحليفته الإدارة الأمريكية تماماً كما حدث بعد انتصار الجيوش العربية المصرية والسورية في حرب أكتوبر وكيف تحول هذا النصر العسكري إلى هزيمة سياسية عندما وقَّع الرئيس السادات معاهدة كامب – ديفيد.لهذا، فإن خوف العدو من حق العودة هو ما جعله يطالب بالاعتراف به كدولة يهودية وهو ما يقاتل الآن من أجله بل ويعتبره الشرط الأول لقبول حل الدولتين وهذا معناه في حال الموافقة عليه شطب حق العودة بل أن العرب الفلسطينيين الذين لا يزالون على أرضهم عام 1948 يمكن لهذا العدو أن يرحلهم من أرضهم أيضاً وهو بذلك يحقق هدفين استراتيجيين لسياسته الاستيطانية الاستعمارية.هذا التصريح للسيد عباس بشكل علني ومباشر يستحق الشكر والتقدير عليه لأننا نخاف جداً من الغرف المظلمة التي تحاك فيها المؤامرات ضد الشعب الفلسطيني وقضيته تماماً كما حدث في أوسلو والسيد عباس من أبطال هذه المأساة التي اعترف بها جماعة أوسلو بالكيان الصهيوني وها هم يعضون أصابع الندم على ما تم في أوسلو المشؤومة تماماً كما يعض المصريون أصابع الندم على معاهدة كامب ديفيد المشؤومة.لكن قول السيد عباس إنه قال للعدو الصهيوني "بطّلنا" أي "نرفض" عودتهم في حال الموافقة على إقرارهم رفض حق العودة ليس دقيقاً لأنه شخصياً أقر ورفض حق العودة إلى قريته في مقابلة مع تليفزيون العدو.. لكنه رفض لأنه يعلم أن كل فلسطيني يرفض التنازل عن حقه بالعودة.. لأن الشعب الفلسطيني يدرك أن هذا الحق هو حق مشروع.. وأن حق العودة .. سلاح التحرير.