11 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر فازت بالتاريخ

22 ديسمبر 2022

صفحات جديدة تعلن عن مستقبل واعد لهذه الأرض الطيبة التي لم تنس جذورها ولا العقود الماضية من تاريخها الحافل، عندما دمجت الحاضر بالموروث وتمسكت بقيمها وصاغت طموحاتها وأحلامها بالمحبة والأمل، فطالت إنجازاتها القمم ورسمت صورا لن تُمحى من ذاكرة التاريخ. فكل ما يسطره التاريخ يبقى حاضراً كحضور دولة قطر المميز على الساحة الدولية من خلال تحركاتها على الصعيد العربي لتعزيز أواصر روابطها القومية، والمضي قدما نحو تثبيت أركان صداقتها مع مختلف الدول الأجنبية من خلال الزيارات المتبادلة والإسهام في القضايا والمسائل التي تهم حركة التعاون والسلم الإقليمي والدولي. لتشهد البلاد قفزات نوعية في التنمية والتطور والخطوات الجسورة على صعيد العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، مما يؤهل قطر للسير قدما، وبخطى واثقة في هذا القرن الجديد الذي يستند إلى قواعد العلم والتكنولوجيا والإدارة المتطورة. ومع صدور الدستور الدائم للبلاد ووضعت رؤية قطر الوطنية 2030 لتعزيز الارتقاء إلى الاقتصاد المعرفي وتحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وتأمين استمرار العيش الكريم بفخر واعتزاز يتناقله الاجيال. وإكمالا للمسيرة وتحقيقا للرؤية بنظرة ثاقبة حطمت قطر كل المقاييس وأبهرت العالم في تجسيد الرؤية في جميع المجالات محليا وعالميا. فجميعنا نشاركهم الابهار والاعتزاز بهذه الرؤية التي استثمرت القوى البشرية والمادية لتحقق نتائج فاقت كل التوقعات وتجاوزت جميع الطموحات حتى باتت دولة قطر في ظل القيادة الرشيدة تحصد المزيد من الإنجازات والنجاحات بشتى المجالات، نتيجة خطط ورؤى استراتيجية وتطلعات لمستقبل وطن يسير على درب التميز، استمرارا للفكر المتطور والمستنير، لتقف الدولة في مصاف الدول المتطورة على كافة الأصعدة، لأن طموحات القيادة الحكيمة لا حدود لها، فهي تسعى بشكل دائم نحو الأفضل والأسمى من أجل عزة ورفاهية ساكن هذه الأرض وكرامته وحقوقه وأمانيه وتطلعاته. ومن هذا المنطلق حرصت على ان تكون نسخة كأس العالم المقامة على أراضيها تعكس هويتها الخاصة والهوية العربية عامة. مما استوجب ان تحتل الثقافة العربية والقطرية والإسلامية دورا أساسيا في الإلهام الأكبر والأهم خلال مراحل التجهيز للبطولة، بدءا من مراحل التخطيط والتصميم وصولا إلى مرحلة التنفيذ وما يعقبها من أثر. لينطلق الكرنفال ساحراً، موظفاً مفرداتها الشعبية وقيمها فصاغت تاريخها بالعديد من الوسائل في سرد جميل ليصل لكل منزل بالعالم ويلامس أرواح الشعوب، مؤكدة على ان هذا التاريخ سيكتب بخيوط من ذهب لعقود قادمة وسيبقى محفوراً في الذاكرة لدى ما لا يقل عن 5 مليارات نسمة. حيث تم دراسة وترجمة كل التفاصيل بعناية فائقة منذ كانت حلماً تشابكت خيوطه بالواقع، وصولاً لواقع نراه بالعين المجردة ونتلمس تفاصيله. فبعد ان كان الافتتاح في أرض الحلم (ملعب البيت) متضمناً كل ما تعج به الثقافة القطرية من تراث صاغته الايقاعات الخليجية بنغمات المحبة والأخوة والتواصل بين الأجيال داعية لتقبل وتبادل الثقافات، وصولاً الى الختام المقام تزامناً مع احتفالات البلاد باليوم الوطني للدولة والذي أطلق إيماناً بأهمية معرفة الأجيال الصاعدة لتاريخ وسيرة الأجداد المؤسسين وقيمهم الخالدة، لتمثلها وتحافظ عليها وتتغنى بها. واكتمالاً للوحة الفنية الكبرى احتضنت المدينة العصرية المستقبلية (لوسيل) الحفل الختامي والمستمد اسمها من التراث القطري الأصيل وقيمه الثقافية والمشتق من أندر الزهور القطرية. حيث استُهل الحفل بالكوفية الفلسطينية وابيات يلقيها شاعر فلسطيني تأكيداً على ان فلسطين ستظل القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية. ليُفاجأ جمهور العالم بمسك الختام وتتويج بطل الكأس مرتدياً العباءة القطرية الأصيلة (البشت) والذي يمثل الإرث القطري والهوية العربية ليتصدر المشهد العالمي ويبقى رمزاً لنجاح مونديال اسطوري على أرض عربية صغيرة، تمكنت بمواردها البشرية المحدودة من إظهار الصورة الحقيقية للعرب والمسلمين لتبلغ العالمية مستخدمة أسلحتها المحلية الوطنية كالحب والتسامح والكرم ممزوجة بالثقافة والعلم، فارضة سيادتها على أراضيها، مطبقة مبادئها الأخلاقية على مبدأ لا ضرر ولا ضرار، متمسكة بعاداتها المحلية، قابضة على دينها ومعتقداتها، لتسلب قلوب العالم بجمالها ورقيها، وتكسب احترامهم بقيمها ومبادئها، وتبهر العقول بتطورها وتنظيمها، ولتفوز بالتاريخ بعد ان رفضت كل ما هو مناف لتقاليدها وعقيدتها، ليتم تتويجها بطلة لهذا الحدث التاريخي الذي عمق مشاعر الفخر والاعتزاز لدى كل مواطن.