12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); استهل موضوعي الأول بالأب المعلم الذي شكّل لبنة أساسية تسهم بدورها في بناء مجتمعنا العربي، فئة من الآباء تريد من أبنائها الكمال، نعم لا شيء سوى الكمال دون خطوات علمية أو عملية لتحقيق الهدف المرجو معللين الأسباب بتوافر كافة النعم وأساليب الرفاهية ناسين أن في زيادتها ضرر وخطر، إضافة إلى اعتقادهم أن التعليم مسؤولية المدارس وبعض القنوات التعليمية، وفي الحقيقة الحلقة الواحدة لا تشكل عِقداً وإنما هي منظومة متكاملة تقوم على التعليم والتربية وتنمية المهارات الفردية، للأب دور أساسي إن لم يكن الأهم في تعليم ابنه فهو المثال والقدوة وهو الذي يعزز ما يتلقاه أبناؤه في محيط المدرسة والمجتمع ولنتوقف عند ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس وهو حدثٌ صغير: يا غلام، إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك....." فأعطى الرسول صلى الله عليه وسلم للغلام بل للأمة الإسلامية كلها دروساً عظيمة ووصية جامعة وبدأ نصيحته بقول "أعلمك كلمات" والتعليم هو جزء من مهام الأب تجاه أبنائه الذين أنعم الله عليه بهم، هناك حالات تسيء لمجتمعنا فيجعلون من أبنائهم ضحية فكرة دخيلة أو يتركون الشارع يشكلهم كيفما شاء ونوى بسبب إهمالهم لأبنائهم متذرعين بأسباب عدة ليس لها قبول وهي (نسيت، المجلس، العنه، الربع.....) من لا يستطيع تحمل مسؤولية الأبناء وتقويم سلوكهم فلا يجب عليه أن يلوم الأم أو المدرسة حتى وإن كان للأولى نصيب الأسد، فلقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن كل عبد سيُسأل يوم القيامة عن أربع، عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟ لذا علِّم ابنك ما يساعده على الاختيار عندما تتعدد المصادر وعلّمه أن يفهم ويعي أن الصدق منجاة وأن مفتاح النجاح هو الصدق مع الذات أولاً، علّمه أن الوطن أغلى من الروح وأنه لا يضاهى بثمن ولنا في رسولنا الحبيب عظة وعبرة حينما قال: "ولولا أنَّ أهلك أخرجوني منكِ ما خرجْتُ" في إشارة إلى أطهر بقاع الأرض مكة المباركة موطنه وأرضه صلى الله عليه وسلم، علّمه ألا يستحي منك وأن المشورة مباركة لقوله تعالى"وَشَاوِرْهُمْ فيْ الأَمْرِ" وانه ربما بمشورته يجنّب نفسه ضرراً ومحنة، علّمه أن القراءة هي السلاح والكنز الذي به يرتقي فكره ويزيد علمه فيكون أشبه بالذي تزوّد لطريق طويل، علّمه أنه مرآة لك ولمجتمعه ولدينه لذا يجب أن يحسن العمل، شاركه اهتماماته ونمّ قدراته ليكون خير خلف لك.انتق لأبنائك ما يفيدهم واحذر من تركهم يطرقون أبواباً ليتعلموا منها دون أن تكون لهم قاعدة صلبة يستندون عليها فيصبحون أشبه بمن يود أن يتعلم السباحة في محيط.عزيزي القارئ التعليم مسؤولية الجميع ولا يقتصر على لون أو عرق أو عمر يقول الشاعر:العلم يرفع بيتاً لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرفلذا فأنت أيها الأب الكريم أفضل وسيلة يتلقى منها الأبناء تعليمهم فاحرص كل الحرص على أن تكون خير مزوّد لهم وأن تحثهم على أن يتزودوا أكثر من العلوم.أخيراً أشكر بنك قطر الوطني الذي أطلق حملة للآباء شعارها "كن معلمهم" في إشارة إلى تعليم الأبناء.