29 أكتوبر 2025

تسجيل

معرض "مال لوّل" وتشجيع ثقافة الاقتناء وحب التراث

22 ديسمبر 2014

افتتح سمو الأمير الوالد قبل أيام "معرض مال لول" في نسخته الثانية التي تقام بعد نجاح التجربة الأولى تحت مظلة متحف قطر الوطني بهيئة متاحف قطر، وهي بلا شك تجربة فريدة ومميزة من نوعها، خاصة بعد فتح المجال للأشقاء من الهواة والمهتمين من دول مجلس التعاون الخليجي باقتناء التحف.كما أن التحربة تعكس اهتمام المسؤولين في هيئة متاحف قطر بمثل هذه التجارب الثرية لنشر ثقافة الاقتناء وتشجيع المهتمين بها لمواصلة الدرب في جمع المزيد من المقتنيات النادرة والثمينة، وهي خطوة نحو الارتقاء بالتحف والمتاحف الخاصة لدى المهتمين والباحثين عن هذا المجال المهم. هذه التجربة الرائدة على مستوى المنطقة تستحق الإشادة، واستمرارها للمرة الثانية يستدعي تعميمها على دول المنطقة وإقامتها بشكل سنوي في كل دولة من دول مجلس التعاون. ** هيئة المتاحف وتحفيز المبدعين:لعل الهدف الأساسي من تأسيس وإنشاء "هيئة متاحف قطر" كمؤسسة يكمن – كما جاء على موقع الهيئة الرسمي - في السعي إلى:- أن نكون محفزاً ثقافياً لجيل جديد من المبدعين.- وهذا يُمثل طموحاً كبيراً سنحققه معاً كمجموعة من المتاحف والمواقع الأثريّة للمساعدة في تحقيق الأهداف الثقافية لرؤية قطر الوطنية 2030. يتماشى هذا الهدف أيضاً مع رؤيتنا الخاصة وهي تطوير وتعزيز ودعم القطاع الثقافي على أعلى المستويات.- فنحن عازمون وحريصون على أن تصبح قطر منشأ ومصدر التجارب الفنيّة والثقافيّة والتراثيّة، وهذا يسهم في تعزيز تأثيرنا الخاص على العالم ويُسهّل عملية فهم الآخرين لرؤيتنا وعَملنا.- وفي هذا الإطار، سنعمل على دعم الجيل القادم من الجماهير الثقافيّة. وسنسعى في السياق ذاته إلى تعزيز روح المشاركة الوطنية ونكون مصدر إلهام للجماهير والمبدعين المستقبليين. ** رعاية المواهب الشابة:ولذلك تأتي الأولويات لمتاحف قطر، من خلال القدرة على تحقيق مثل هذا الطموح المجتمعي الكبير، لتحقيق ثلاث أولويات إستراتيجيّة، وهي:أولا: نقل الفنون خارج جدران المتاحف من خلال الخروج بالتجربة الثقافيّة من الأماكن المغلقة كالمتاحف إلى العالم الخارجي، وذلك بهدف جذب وإشراك أكبر عدد ممكن من الجماهير.ثانيا: رعاية ودعم المواهب الناشئة، عبر خلق الأجواء الملائمة للإبداع واكتشاف وتنشئة المواهب والمهارات الجديدة وإلهام الأجيال القادمة من المنتجين والمبدعين الثقافيين.ثالثا : خلق منصة نوصل من خلالها صوت قطر، ويكون في خلق مكانة مميزة لنا ضمن المناقشات العالمية حول الثقافة والإبداع وإيصال رسالتنا الثقافية مع تسليط الضوء على نجومنا المحليين.ومن خلال تطبيق هذه الأولويات والمبادئ سنتمكن من توسيع الآفاق الإبداعيّة لجميع أفراد المجتمع . ** "مال لول" وتشجيع المهتمين بالتحف:ولهذا جاء "معرض مال لول" ليسجل إضافة جديدة للثقافة والثراث في قطر أولا وفي منطقة الخليج ثانيا، والشيء الملفت للنظر في هذا المعرض أنه يوحد الدور الثقافي والتراثي بين أبناء دول مجلس التعاون ويجمع بين تلك الجهود لكي تنصب في جهة واحدة لخدمة الشباب المهتم بهذا المجال التراثي الخلاق.وتعبير "مال لوٌل" يعني في اللهجة القطرية والخليجية "من أيام زمان"، وقد تم إقامة أول معرض في سنة 2012، وذلك بتوجيه الدعوة لجميع في قطر للمشاركة بعرض القطع والمقتنيات التي تركت تأثيراً وصدى لديهم خلال حياتهم. واشتملت على: التحف والحلي والكنوز المعاصرة والفن القطري. كما شكلت مساهمات المجتمع المحلي معرضا رائعاً وفريداً، فكان الأول من نوعه في المنطقة. وقد فتح هذا المشروع المجال أمام الشباب للتعرف على الماضي العريق وعبقه الأصيل وسمح لأفراد المجتمع المحلي بالتألق جماعياً والخروج بالصورة التي تليق بهذا المعرض.والمعرض الثاني:يقام على مساحة تبلغ 8 آلاف متر مربع، والقاعة الكبرى تبلغ مساحتها ما يقارب 5 آلاف متر مربع مقسمة إلى قسمين: "فريج" وهو مخصص للأطفال، و«السكيك» ومخصص للعرض المتحفي، إلى جانب «القصر الأوسط»، وهو مخصص لسعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، وهناك "سكة للسلاح"، و "سكة التراث"، وبها تحف كانت موجودة بقطر في الماضي إلى حدود ستينيات القرن الماضي من عبوات استهلاكية وغيرها، هذا إلى جانب حجارة عبارة عن وردة تكون في الصحراء "زرور الصحراء"، ومنها تم استلهام تصميم متحف قطر الوطني. وبالمعرض توجد كذلك «قرشيات الحسا »، وهي قديمة، بالإضافة إلى لعب الأطفال قديما. ** وبعد:إنها بادرة طيبة لنشر ثقافة المتاحف والاقتناء بين دول الخليج تقودها القيادات القطرية داخل هيئة متاحف قطر، وعلى رأس هذه القيادات سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني والشيخ حسن بن محمد آل ثاني والشيخة آمنة بنت عبدالعزيز آل ثاني والفاضلة مي الكبيسي والسيد ناصر الحمادي وبقية فريق العمل في الهيئة ومتحف قطر الوطني، فلهم منا جميعا التحية والتقدير. ** كلمة أخيرة:لعل تشجيع الشباب الخليجي والأخذ بيديه من أهم الأهداف التي يسعى لتحقيقها مثل هذا المعرض، خاصة من يقتني الأشياء الثمينة والنادرة.