15 سبتمبر 2025
تسجيلمن الصعب جداً على الكاتب العربي أن يمتدح وزيراً في أي قُطر عربي لأن مثل هذا المدح سيعود عليه بعدة اتهامات، لعل أهمها هو "النفاق" للوصول إلى غاية أو هدف لهذا الكاتب من هذا الوزير أو المسؤول الحكومي لأن وضعنا العربي ونظامنا الرسمي العربي في أغلبه غابت عنه "الديمقراطية"، وغياب هذه الديمقراطية يفتح أبواب "المحسوبية" و"المنسوبية" ويفتح باب "النفاق" و"التزلف" و"الوصولية" لتحقيق بعض الرغبات والمطامح الشخصية لأن "الحق" للمواطن مرهون بـ"مزاج" المسؤول وبـ"رضاه" وبـ"راحته" وبـ"انشراحه" وليس كما هو في الدول المتقدمة والديمقراطية بأن كل مواطن يحصل على حقوقه بالطرق القانونية والدستورية من خلال الحكم الديمقراطي. لهذا خلت كل مقالاتي من مدح أي وزير عربي أو مسؤول رغم أن بعض هؤلاء المسؤولين تركوا بصمات طيبة على أدائهم وقاموا بواجبهم على أكمل وجه بل أن بعضهم تفوق في عمله وأدائه على بعض المسؤولين في الدول المتقدمة. ولكن من السهل جداً أن تمدح وتثني على أداء وعمل بعض السفراء خاصة أولئك الذين لا تربطك بهم مصلحة عمل أو علاقة وظيفية أو أنك لا ترجو منهم خدمة أو معروفاً لهذا فإن هذا المدح والثناء لن يفسر إلا بالجانب "الإيجابي" ويبعد أي "شبهة" من وراء هذا المدح لهذا اسمحوا لي اليوم أن أوجه التحية والتقدير إلى سعادة سفير دولة قطر لدى فرنسا الأستاذ محمد جهام الكواري الذي تصدرت صورته بالأمس الصفحة الأولى من جريدة الشرق وبجانبه خمسة وزراء وعشرات النواب الفرنسيين في حفل أقامه بمناسبة اليوم الوطني للدولة وقد أشاد هؤلاء الضيوف بالدور المميز وبالنهضة الشاملة التي تشهدها دولة قطر، حيث قال وزير الداخلية الفرنسي الذي حضر الاحتفال نيابة عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه صديق لقطر، وأشار إلى زيارته للدولة خلال الأشهر الماضية بطلب من رئيس الجمهورية وتمنى أن تتعمق الشراكة والصداقة التي تجمع بين البلدين. بينما أكد وزير التخطيط المدني الفرنسي موريس لوروا أن علاقات الصداقة بين البلدين قوية جداً والشعب الفرنسي يحب قطر أكثر من أي بلد آخر.. هذه الآراء والأفكار والتصورات لهؤلاء المسؤولين الفرنسيين عن دولة قطر لم تأت من فراغ وإنما لأن دولة قطر فرضت نفسها بقيادتها الحكيمة وعلاقات قائدها سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى بقادة دول العالم ومنها فرنسا وكذلك تلك الدبلوماسية القطرية التي يقودها معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وهذا السفير الذي كرّس كل جهده من أجل بناء أفضل العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا، فلقد تناقلت لنا الأنباء أن سعادته لا يترك مناسبة ولا فرصة إلا واستثمرها خير استثمار لصالح بلده وتقوية وتمتين العلاقات القطرية-الفرنسية، وكم مرة شاهدناه وهو يتابع الأنشطة ويقيم الأمسيات الثقافية والفكرية وحتى الاقتصادية في باريس، هذا إلى جانب تعزيز العلاقات السياسية بين الدولتين ولعل من أهم إنجازات سعادته ما قاله وزير التخطيط الفرنسي إن الشعب الفرنسي يحب قطر أكثر من أي بلد آخر. إن سعادة السفير محمد جهام الكواري يستحق منا التحية والتقدير لهذا الدور المميز الذي يقوم به ليضاف إلى جهد اخوانه السفراء القطريين في دول العالم الأخرى لأن سعادته لا يترك فرصة إلا واستثمرها لصالح وطنه وآخر استثمار هو ما صرح به بالأمس لجريدة الشرق عن بدء التحضير لإطلاق جائزة التنوع الثقافي في فرنسا لتكون محور العام المقبل إضافة إلى المزيد من الفعاليات الثقافية والمنتديات والمؤتمرات، لا سيما في الدوحة عبر مشاركات على أكبر المستويات وأرفعها من قبل فرنسيين "عربي ومسلمين" ومن مقيمين، وأكد سعادته أنه يمكن الاستفادة من خبراتهم في أنحاء الوطن العربي وبالطبع في قطر، وأشار سعادته إلى أن كل ذلك هو تطبيق لرؤية صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه. فلك يا سعادة السفير كل التحية والتقدير لهذا الجهد المميز وهذا الأداء الرائع والرفيع، ولك يا سعادة سفيرنا في لبنان الشقيق الأستاذ سعد بن علي المهندي كل التحية والتقدير أيضا على دورك وأدائك المميز، ولكن شهادتي بك مجروحة لأننا اخوة وزملاء دراسة عندما كنت في ولاية كولورادو أحضر للدراسات العليا وأنتم كنتم هناك، لهذا اكتفي بالتحية والتقدير لك ولكل سفراء دولة قطر.