11 سبتمبر 2025
تسجيلرغم أن الدعم الشعبي الأمريكي لإسرائيل قد زاد بشكل ملحوظ في الأسبوعين التاليين لهجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، إلا أن استمرار هذه الحرب، والهمجية الإسرائيلية في العدوان على قطاع غزة، قد جذب قدراً كبيراً من الاهتمام الأمريكي والدولي، وتسبب في تحول ملحوظ في المواقف وأفقد إسرائيل كثيراً من الدعم كما كان متوقعاً ولا سيما بين فئة الشباب الديمقراطي وكتبته في مقال سابق! ظهرت هذه التحولات بشكل جلي في استطلاع «المواقف العامة الأمريكية تجاه إسرائيل/فلسطين»، الذي أجرته مرتين جامعة ميرلاند بإشراف الأستاذ فيها د. شبلي تلحمي ونشره مركز بروكنز، من 20 إلى 22 أكتوبر، ثم من 3 إلى 5 نوفمبر، على 1019 مشاركاً، حيث سئل المشاركون عن الدور الذي يريدون من الولايات المتحدة أن تلعبه في التوسط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟، وكيف يصفون سياسة إدارة بايدن تجاه القضية الإسرائيلية الفلسطينية؟ واحتمالية تصويتهم لبايدن، بناء على موقفه من القضية الإسرائيلية الفلسطينية، إذا أجريت الانتخابات الرئاسية الأمريكية اليوم! وأظهرت النتائج انخفاض الدعم لإسرائيل من 30.9% في أكتوبر إلى 20.5% في نوفمبر، بينما ارتفع الدعم للفلسطينيين من 9.2% إلى 12.9%، وتقلصت الفجوة بين من يريدون أن تميل الولايات المتحدة نحو إسرائيل وأولئك الذين يريدون أن تميل الولايات المتحدة نحو الفلسطينيين من36.8% إلى 29.1%، كما ارتفعت نسبة المشاركين الذين يريدون ألا تنحاز الولايات المتحدة إلى أي من الجانبين من 48% الى 53.5%، وهذا الفرق بالمناسبة هو لصالح الطرف الفلسطيني أكثر لأسباب ذكرتها في كتاب « الصراع العربي الاسرائيلي في استطلاعات الرأي الأمريكية». كان الشباب أقل من 35 عاماً من مختلف الانتماءات الحزبية أقل ميلًا إلى أن تقف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل مقارنة بشهر أكتوبر، لكن التغيير بين الشباب الديمقراطيين كان ملفتاً بشكل خاص، حيث ارتفعت نسبة الذين يريدون أن تقف الولايات المتحدة إلى جانب الفلسطينيين من 16.2% في أكتوبر إلى 23.2% في نوفمبر! كذلك، كانت هناك زيادة ملحوظة في نسبة الديمقراطيين الذين قالوا إن بايدن «مؤيد للغاية لإسرائيل»، حيث ارتفعت من 24.4% في أكتوبر إلى 34.4% في نوفمبر، وكان التغيير بين الشباب الديمقراطيين ملفتاً، حيث تضاعفت نسبة الشباب الديمقراطيين الذين قالوا إن بايدن كان مؤيداً للغاية لإسرائيل، فارتفعت من 20.6% في أكتوبر إلى 41.5% في نوفمبر، وارتفعت نسبة الديمقراطيين الذين قالوا إن موقف بايدن من القضية الإسرائيلية الفلسطينية يجعلهم أقل ميلاً للتصويت له إذا أجريت الانتخابات الرئاسية “اليوم” من 10.8% في أكتوبر إلى 14.8% في نوفمبر، في حين انخفضت نسبة الذين قالوا إنه من المرجح أن يصوتوا لبايدن من 28.4% إلى 17.6، وتغيرت مواقف الشباب الديمقراطيين بشأن التصويت لبايدن بشكل أكبر،حيث قال 20.7% إنهم سيكونون أقل ميلاً للتصويت لصالح بايدن بناءً على موقفه من القضية الإسرائيلية الفلسطينية، مقارنة بـ 9.8% قالوا إنهم سيكونون أكثر ميلاً للتصويت له. يعتبرهذا التغير في المواقف بين استطلاع وآخر الأكبر الذي تم قياسه خلال سنوات من تتبع المواقف العامة الأمريكية بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو يظهر بوضوح أن قدراً كبيراً من الدعم الأولي لإسرائيل الذي أظهره الرأي العام الأمريكي في وقت مبكر بعد هجوم حماس لم يصمد أمام ردود الفعل على المجازر الإسرائيلية في غزة، وهو من يدل أن اسرائيل بردة فعلها الدموية لا تخسر الرأي العالمي فقط وإنما الأمريكي!