20 سبتمبر 2025
تسجيلربما قد يكون من المبكر، حصر النتائج الاقتصادية المباشرة بدقة، الناجمة عن معركة طوفان الأقصى المباركة. حيث ما زال الكيان الصهيوني، بكامل مكوناته، سواء كان حكومة وجيشا ومجتمعا، يعاني من حالة صدمة كبيرة على أثر هجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية، لما يسمى "غلاف غزة"، المتاخمة لحدود القطاع. ذلك الهجوم الذي أسفر عن مقتل ما يقارب 2500 جندي ومستوطن، فضلا عن أسر المئات من الجنود والمستوطنين وجلبهم إلى قطاع غزة، هذا مما دفع العديد من الناطقين باسم الكيان إلى الإدلاء بمعلومات متناقضة وأكاذيب مكشوفة. فمن الناحية الاقتصادية، على الرغم من إهمال هذا الجانب، الذي لا يقل أهمية عن الإنجازات العسكرية المظفرة، حيث تشمل الخسائر الاقتصادية الزمر التالية: انهيار قيمة العملة للكيان الصهيوني بنسبة لا تقل عن 5%، هذا مما دفع البنك المركزي إلى ضخ ما يقارب من 75 مليار شيكل تعادل، أي ما يقارب من 19مليار دولار. هذا بالإضافة إلى انهيار أسعار الأسهم المدرجة في بورصة تل أبيب. توقف الإنتاج وإغلاق قطاعات رئيسية، نتيجة استدعاء ما لا يقل عن 300 ألف من الاحتياطي، وهم عمالة فنية ماهرة أو مديرون ومهندسون وفنيون. التكلفة اليومية للحرب بما يعادل 25 مليون دولار أمريكي. اضطرار الكيان الصهيوني لاستدانة ما يعادل 6 مليارات دولار بنسب فائدة مرتفعة جداً، تصل حتى 15%. وذلك لتغطية تكاليف استدعاء الاحتياط وتكاليف الحرب. اضطرار البنك المركزي لدفع ما يعادل 15 مليار شيكل وذلك لتعويض خسائر القطاعات الخدمية والإنتاجية المتضررة. الضغوط الناجمة عن نزوح ما يقارب 500 ألف من الصهاينة، ولأول مرة يشهد الكيان الصهيوني مخيمات لاجئين. خسارة الكيان جزء لا بأس به من قوته البشرية، حيث شهدت المطارات إقبالًا كبيراً على الهجرة الماكسة وخاصة لمزدوجي الجنسية. مع العلم بأن الأغلبية العظمى تحمل جنسية مزدوجة، هذا مما يعني استمرار الهجرة المعاكسة في الأيام القادمة. من شأن انخفاض قوة العمل بمقدار 300 ألف، وزيادة الهجرة المعاكسة، ان يخفض المعروض من السلع والخدمات ويرفع الطلب الكلي، على السلع والخدمات، هذا مما يعني ارتفاع نسبة التضخم لمستويات غير مسبوقة. كما تضيف أسعار النفط ومشتقاته دفعة إضافية للتضخم الجامح الذي يعاني منه الكيان الصهيوني. كما يضاف إلى الخسائر المحققة تراجع التصدير لعدد كبير من المصدرين لسلع الكترونية وبرامج امنية أثبتت معركة طوفان الأقصى المباركة، فشلها الذريع. مضافاً إليها فوات فرص تصدير السلع التقليدية بسبب توقف الإنتاج شبه الكامل. غياب السلع الإسرائيلية من المعروض في أسواق بعض الدول العربية. خسائر قطاع السياحة الناجمة عن توقف تدفق السياح ومغادرة الواصلين مبكرا. يضاف إلى ذلك الخسائر الناجمة عن توقف جميع أنشطة النفط والغاز وإجبار الكيان على استيراد البدائل بأسعار مرتفعة.هذا بالإضافة إلى الآثار الارتدادية على جميع القطاعات الاقتصادية، التي من شأنها أن تؤدي إلى انهيار الاقتصاد الصهيوني لولا الدعم غير المحدود الذي يتلقاه من الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا الغربية.ختاما، وإن لم تتوفر بعد البيانات الموثوقة، فإن خسائر الكيان الصهيوني هي أكبر بكثير وأعمق مما نعتقد. وخير دليل على ذلك، حجم المساعدة غير المسبوقة، التي طلبها الرئيس الأمريكي جو بايدن من الكونغرس لدعم الكيان الصهيوني الغاشم البالغة ما يزيد عن 100 مليار دولار.