18 سبتمبر 2025

تسجيل

الصورة النمطية عن الغرب... عند العرب!

22 نوفمبر 2022

شعرت بالحاجة الماسة للتعبير عن أثر الفكرة الاستشراقية وتعميمها على عدة انطباعات تركت بصمات سيئة وأخرى مؤذية للواجهة العربية عموماً، الخليجية خاصة. وأكثر ما أثار هذا الشعور كان سببه استحضار صورة المرأة العربية وخضوعها للنظرة الاستشراقية بشكل يدعم التصور الغربي وينافي عدة مقومات عربية، إسلامية، وبالأخص خليجية. ميريام فارس لم تكن سوى أسوأ صورة لبت تصور وفكر الغرب الاستشراقي وتجردت من أي احترام لمقومات الصحراء، المرأة وكفاحها وكيانها في البادية على وجه الخصوص. خاصة ونحن في أهم فرصة وأهم توقيت الذي يعد مكسباً للعالم العربي والاسلامي عموماً. تخيل حصرك كفكرة عند الآخر الغربي في أمور محدودة ومتداولة، كعناصر مثل الخيمة، الجمل، النخيل، برميل نفط، والظهور غير المحتشم للمرأة الشرقية. وظلت هذه العناصر تدور في محيط الغربي سواء على الصعيد السياسي أو الثقافي، حتى أصبحت صورة نمطية عامة سيئة ومتجردة من المدنية، الحضارة، أو حتى الاعتراف العالمي إلا بالنفوذ النفطي في منطقة الخليج وأثره على مجتمعاته من رفاهية أو بذخ العيش كما عبر عنها العديد من العلماء الغربيين ومحدودية تفسيرهم للهوية على أساس بنائها الحديث المرفه. ولا حاجة للمزيد من النظر في المشهد الغربي بشكله التحليلي، أعتقد عاش أغلب العرب شعور هذه النمطية وتعرضهم لعدة مضايقات بداية من رحلات السفر السياحية وصولاً إلى التصورات الإرهابية والاشارة إلى العرب والإسلام كالمتهم الأول. لا يقتصر الموضوع على هيمنة الفكرة، إنما على بنائها واعتمادها من حيث التصور وقياس الفرضيات التي أكدت للعلماء الغربيين حضور النفوذ المالي في منطقة الخليج مع غياب الحضور الحضاري والثقافي واكتفاء قياس النمطية بناء على العناصر السابقة، والتي عممت كفكرة على العالم بطريقة آذت الآخر الذي يحاول أن يصلح الفكرة في حدود ضيقة صعب عليها الانتشار بسهولة للعالم الغربي لتصليح الصورة التي أنتجها الغرب للغرب. ولن أتطرق تفصيلاً حول حركة الاستشراق، ولكن كما ذكرت لكم في البداية بأن ظل لدي شعور الغيرة على الحضور الخليجي خاصة والعربي من الصور النمطية التي قد يضعف العربي أمامها في اللحظات الحاسمة ويتطبع بها في الأخير لكسب الحضور والمشاهد على حساب تشويه الصورة كفعل ميريام فارس في أحد أغاني كأس العالم الرئيسية. وحتى لا أفوت لحظة السعادة والتهنئة لبلدي الحبيبة، أود أن أطفئ شعور الحاجة والالحاح عن التعبير عن النمطية الاستشراقية واستبدلها بالتصفيق لبلدي لتغلبها على تلك الفكرة التي ظلت مشوهة عبر التاريخ، فلحظة كأس العالم هي اللحظة المناسبة في الزمن المناسب من حيث حمل الرسالة المراد توصيلها لمن صعب الوصول له. فالقرآن الكريم والتراث وسمات بلاد العرب والتاريخ عموماً يعتبر الكنز الغالي وثوابت المنطقة، بل أصبحت العناصر الجديدة التي من المفترض أن تضاف لذاكرة الغربي من لحظة افتتاح كأس العالم في دولة قطر. نجدد التاريخ بتصليح الصورة عن العناصر السابقة ولا نلغيها بالتأكيد، إنما تظل تلك العناصر أساسية، ولكن ساء استخدامها من المنظور الغربي لفترة طويلة. لذلك وجه خطاب مباشر مع انطلاقة كأس العالم من قطر، البلد الخليجي والعربي المسلم لتبني الغرب فرضيات جديدة، إذ وجهنا العناصر الأساسية نحو التسامح والتعاطف والتقوى. الفرق الوحيد بأن الفكرة هذه المرة من نتاجنا نحن للغرب. فهل حان دورنا كي نبني صورنا النمطية عنهم؟!