14 سبتمبر 2025

تسجيل

مهرجان المحامل تجلّي الزمن والتاريخ

22 نوفمبر 2015

تعود المحامل التقليدية لتصطف من جديد على الشاطئ، راسمة أجمل لوحة تاريخية وشعبية تنجذب نحوها القلوب والعيون.. هذا المهرجان الذي يأخذنا كل عام إلى زمن الحكاية من جديد حكاية الكد وحكاية الرزق، حكاية التعب والوصية الشفهية وربما المكتوبة والشقاء والمعاناة، رحلة المغامرة وربما اللاعودة رحلة السفر بين أزرقين هما البحر والسماء ولا شيء بينهما سوى هموم تلك الوجوه الملوحة بشمس التعب والانتظار والتطلع دوما صوب الشواطئ البعيدة حيث الأهل والأحبة·· هو البحر الحاني والغادر في الوقت نفسه البحر الذي طبع في ذاكرتنا على مر الزمن كحكاية تتشبث بالجذور الأصيلة وتأبى النسيان حيث لم تكن رحلة الغوص بتلك الرحلة العادية بل كانت في ظل ظروف صعبة وبوسائل بدائية ولم يكن الأهالي يزجون أبناءهم ومعيليهم إلى متاهات البحار عبثا، ولكن لظروف الطبيعة، عاش أهل قطر كما عاش أهل الخليج على مهنة الغوص، مهنة الرجال الأشداء، حيث كانت هذه التجارة تمثل جانباً من جوانب الأنشطة الاقتصادية آنذاك، فلم تكن أهوال البحر ومخاطره تمنعهم من البحث عن مصدر رزق، فكانت ''الدانة'' هي المبتغى، لم تكن المهن البحرية مصدراً للرزق فقط، ولم تكن كذلك مجالاً لإثبات الشجاعة والرجولة والبسالة، وإنما كان هذا الأزرق الممتد في الأفق مغرياً لأرواحهم التي تاقت لمعرفة حدوده ونهاياته وما يخبئه ذلك الأفق البعيد، كان البحَّارة على ظهر السفينة الراحلة إلى أقاصي المحيط يشعرون بفرح غامر يغالبون به مخاطر الرحلة، فرح الحلم والأمنيات هي الأحلام التي تراودهم ذات ليلة مقمرة على حصيرة الرمل الأبيض في باحة المنزل الطيني هي رحلة الأحلام بين نجوم السماء الصافية بين ارتطام الموج برمال الشاطئ والشوق إلى ما يخبؤه البعيد.كل هذه التفاصيل الجميلة في تلك الحكاية تعود مع هذا المهرجان الذي نتمنى أن يكون دائما أو ثابتا طوال فصل الشتاء فكم هو رائع أن تأخذنا هذه الأجواء في الأحضان بدفء وحنين وكم هو صعب أن ترحل وتترك الشاطئ خاليا حزينا، إنها جذورنا الأصيلة التي نطالب ببقائها متحفا بحريا يجسد ذلك الزمن أمام الجميع بمراكبه ووجوه عشاقه وهمهمات النهمة والمواويل وصوت الأكف تصفق متحدة مع صوت صفق الأمواج في انسجام عجيب وغريب لا يعرف سره سوى عشاق البحر.