13 سبتمبر 2025

تسجيل

العنصرية تهدّد أرواح طلابنا القطريّين في الخارج ومطلوب اتّخاذ الحيطة والحذر

22 نوفمبر 2015

لا يجب الاستهانة بأحداث باريس الأخيرة من تفجيرات إرهابية ستكون نتائجها السلبية كبيرة على طلابنا الدارسين في الخارج، فقد وقعت في السنوات الماضية العديد من حوادث القتل للطلاب العرب كما وقعت بعض المضايقات التي انعكست سلبا عليهم وتسببت في بعض المشاكل التي لا نهاية لها، وما زال بعض الطلاب العرب يعانون منها حتى الآن . فأحداث سبتمبر 2001 م وما تلتها من تفجيرات في أمريكا ودول أوروبا جعلت من العرب مضغة سائغة لشن الكثير من الهجمات عليهم بغية التخلص منهم، وهي تحدث اليوم باستمرار بسبب العنصرية التي يمارسها الغرب ضد الجنس العربي على وجه الخصوص .وأحداث العنصرية ضد الطلبة العرب في البلدان الغربية ستشتعل من جديد بعد الأحداث الأخيرة، والحرب على العرب متوقعة في أي لحظة، ولا بد من اتخاذ الحيطة من تبعات تداعي هذه الأحداث . وبالأمس وقعت 33 حالة اعتداء على المسلمات المحجبات في باريس والبقية تأتي إذا لم نتخذ الحيطة من اليوم !! . ** العنصرية الغربية ضد العرب مستمرة يعرف عن الشعوب الغربية والأوروبية بشكل خاص معاداتها للعرب والمسلمين ولكل من يعتنق ديانة الإسلام، وهذا العداء كان وما زال يعشش بين هذه الشعوب منذ عقود، ولعل أحداث سبتمبر 2001 م هي الشرارة التي اشتعلت ولم تخمد حتى الآن، وتبعتها اليوم أحداث 16 نوفمبر 2015 م . إننا لا نلوم الحكومات الغربية في اتخاذ أقسى الإجراءات لضمان السلامة والأمن لشعوبها، ولكن نطلب عدم المساواة بين المتطرف والإرهابي وبين كل من يحمل ديانة الإسلام، وهو ما يدعونا إلى المطالبة دائما بعدم الخلط بين الإسلام وربطه بالإرهاب .** الإعلام الغربي ونشر ثقافة الكراهية كانت وما زالت وسائل الإعلام الغربية وبخاصة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تسعى دائما لتشويه صورة العرب والمسلمين وبخاصة بعد أحداث سبتمبر 2001، وهي ما زالت تسير على نفس النهج بلا هوادة أو أمانة في إيصال الرسالة الإعلامية، العامل الذي زاد من تفاقم ظاهرة " ثقافة الكراهية " وانتشارها بين المجتمعات الغربية هذه !! .وما من شك في أن الإعلام الغربي قد ساهم أيضا في شن الكثير من الحملات الإعلامية المسعورة ضد بعض البلدان العربية والإسلامية خلال العقدين الماضيين على وجه الخصوص بشكل متعمد، وإن كان اللوبي الصهيوني له اليد اليمنى في مساندة وتأييد هذه الحملات المسعورة وزيادة الكراهية ضد العرب والمسلمين، بهدف تشويه الصورة ومحاولة وصف العرب بالإرهابيين في شتى أحداث العنف التي تقع في كافة دول العالم سواء في أوروبا أو في الولايات المتحدة الأمريكية أو في إفريقيا وآسيا أو حتى على أرض فلسطين المحتلة التي يدافع فيها أهلها عن عرضهم وأرضهم من باب الدفاع عن النفس رغم عدم امتلاكهم لأي أسلحة فتاكة بعكس ما يمتلكه أعداؤهم، وهو ما جعلهم يستخدمون الأسلحة البيضاء كالسكاكين التي أرعبت الصهاينة وجعلتهم يلوذون من الفلسطينيين كالجرذان الفارة وفي حالة هستيرية غير مسبوقة في تاريخ الصراع الصهيوني الفلسطيني !! .** اغتيال طالب قطري في بريطانيا سنة 2008 كلنا يتذكر حادث الاعتداء الإجرامي الآثم الذي وقع في بريطانيا بصيف عام 2008 م الذي ذهب ضحيته القطري محمد الماجد البالغ من العمر 16 سنة، وحينها أعلنت الشرطة البريطانية أن الطالب كان في دورة لتعلم اللغة في بريطانيا، وقد ضرب حتى الموت، بحسب تقارير نشرتها وكالات الأنباء في تلك الفترة . وتعرض محمد الماجد للضرب بعد خلاف مع شبان بريطانيين في هاستينغز (جنوب بريطانيا) وذكر شهود عيان في وقتها أن المهاجمين الذين ضربوا الشاب القطري كانوا ثملين على ما يبدو، وكان محمد يتناول وجبة الغداء في أحد المطاعم الأمريكية داخل المدينة وقد احتك مع مجموعة من المراهقين البريطانيين وعددهم ثلاثة أشخاص، وكانت أعمارهم تبلغ من 17-20 عاما في شجار نتج عنه إصابة (محمد) في رأسه بإصابات بليغة نقل على إثرها لمستشفى " كنغ كولج " بجنوب لندن وظل في المستشفى حتى وافته المنية متأثرا بجروح عميقة في الرأس رحمه الله رحمة واسعة . يشار هنا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها " طلبة عرب " للاعتداء والقتل بدوافع عنصرية في بريطانيا، فقد لقي طالبان فرنسيان مصرعهما بالقرب من لندن بنفس الفترة في جريمة هزّت البلاد، بعد أن عثرت فرق الإطفاء على جثتيهما محترقتين في شقة أحدهما . ** مضاعفة جهود سفاراتنا في الخارج غالبا ما تكون التعميمات التي ترسل من قبل المكاتب الثقافية وسفاراتنا في هذه الدول غير كافية، فالدور يجب أن يتعدى هذا العمل المحدود إلى عمل أكبر حيث يجب التواصل مع الكليات والجامعات ومراكز الشرطة في هذه الدول لتبيان الحرص على أرواح أبنائنا في الخارج، وهذا جزء من واجبات سفاراتنا في الخارج، فإرسال التعميمات والتحذيرات قد لا يكون كافيا في مثل هذه الظروف العصيبة خاصة مع ازدياد العنصرية ضد الطلبة العرب في السنوات الأخيرة في جامعات الولايات المتحدة وبعض الجامعات الأوروبية مثل بريطانيا وألمانيا .وعندما اغتيل الطالب القطري (محمد الماجد) غدرا في بريطانيا سنة 2008، علقت والدته على الحادث قائلة :" ابني ضحية إهمال إدارة المعهد، ولم يتلق الرعاية الطبية العاجلة، والإدارة أخطرتني بعد يوم بإصابته في حادث غدر " !! .** حفظ الله أهل قطر في الخارج نحن ليس لنا في هذا المقام إلا أن نتمنى السلامة لكل طلابنا وطالباتنا في الخارج وأن يحفظهم الله ويحفظ أسرهم من كل مكروه وأن يكونوا على يقظة دائما من خلال الحذر من ارتياد الأماكن المشبوهة والمعادية للعرب والمسلمين بجانب التواصل مع مراكز الشرطة في المدن التي يقطنونها لأنها هي الجهة المسؤولة عنهم في حالة وقوع أي أخطار لا سمح الله، هذا بجانب التنسيق مع سفارة قطر في حالة حدوث أي مشكلة .** كلمة أخيرة الموضوع مهم، ولا يجب الاستهانة به، واستهداف الطلبة والعائلات العربية في البلدان الغربية يجب أن يكون اليوم في الحسبان، ولا بد من اليقظة والحذر تجاه ذلك، والله يحفظ أبناءنا وبناتنا في البلدان الغربية من كل سوء، اللهم آمين .