19 سبتمبر 2025

تسجيل

إرهابكم لن يثنينا عن حب كرة القدم

22 نوفمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لحظات عصيبة وأليمة عاشتها باريس قبل أكثر من أسبوع. صحيح أن فرنسا ليست أول بلد تطاله أيدي الإرهاب، لكنها قد تكون أول بلد أوروبي يشهد ست هجمات في أماكن متفرقة من نفس المدينة خلال نفس اللحظة. هجمات حصدت أكثر من 120 روحا بريئة، وكانت الحصيلة لترتفع إلى الآلاف لو نجح الإرهابيون في مسعاهم وتمكنوا من ولوج ملعب فرنسا الذي كان يحتضن مباراة ودية بين فرنسا وألمانيا. نعم، لقد طالت أيدي الإرهابيين الرياضة وكرة القدم بالتحديد. شيء لم نشهده من قبل، اللهم التفجير الإرهابي الذي طال ماراثون بوستن في الولايات المتحدة سنة 2013. خطط الإرهابيين أصبحت أكثر ذكاء ودقة، أصبحت تنتقي جيدا أهدافها ولا تضرب بعشوائية فقط من أجل التهديد. بات الهدف الآن قتل أكثر عدد ممكن من الضحايا الأبرياء وبث الرعب في نفوس المدنيين. لقد أدركوا أن كرة القدم هي أفيون الشعوب، وهي المتنفس المشترك للكثير من المواطنين حول العالم. يريدون حرمان العباد من هذه المتعة وهذا المتنفس. يريدون تضييق الخناق علينا وحشرنا بين مطرقة العمل وسندان مشاكل الحياة، يريدون إرهاب أطفالنا ودفن مواهبهم. يريدون حرماننا من أبسط حقوقنا في الترويح عن أنفسنا وتشجيع منتخبات بلداننا وأنديتنا المفضلة. صحيح أنهم نجحوا في مسعاهم مؤقتا، حيث تم تعليق جميع الأحداث الرياضية في فرنسا وإلغاء المباراة الودية التي كانت ستجمع بين إسبانيا وبلجيكا والغاء السودان لمباراة القمة بين الهلال والمريخ لأسباب أمنية، وصحيح أن الشك بدأ يتسلل لنفوس القائمين على كرة القدم في العالم بأسره بخصوص بطولة أمم أوروبا التي ستستضيفها فرنسا بعد أشهر قليلة، إلا أنني أؤكد للإرهابيين أن هذه مجرد فترة سحابة صيف وستعود الأمور إلى نصابها عندما تندمل الجروح وتجف الدموع وتلملم باريس أحزانها. وأكبر دليل على كلامي هو كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة الذي تابعه يوم أمس آلاف الإسبان والأجانب على ملعب البيرنابيو وملايين المشاهدين عبر العالم دون خوف أو قلق. إرهابكم لن يثنينا عن حب الرياضة، لن يثنينا عن إقامة البطولات، لن يثنينا عن ممارسة كرة القدم، لن يثنينا عن الهتاف باسم منتخباتنا وأنديتنا، لن يثنينا عن حب الحياة. ثقوا أن الحياة متواصلة وأنتم فانون، وإلا فسألوا فلسطين، اسألوا العراق، اسألوا لبنان، اسألوا سوريا وليبيا وأفغانستان. فرغم كل ما عاشته من حروب وما مورس عليها من إرهاب على مدى سنين طويلة، مازالت هذه الشعوب متشبثة بالحياة وتمارس الرياضة شأنها شان باقي الدول، بل وتتفوق على بلدان أخرى أحسن منها وضعا وحالا. إن كانت وسيلتكم الوحيدة في الحرب علينا هي الإرهاب، فثقوا أن سلاحنا الوحيد في الرد على همجيتكم سيكون الإصرار على التشبث بالحياة.