06 نوفمبر 2025
تسجيلفي إطار حديث الأمير في مجلس الشورى، والذي تطرق فيه إلى المرحلة الانتقالية وهي المرور من مرحلة الوفرة ومشاريع الرفاهية والترفه إلى مرحلة الجد والعمل وترشيد الاستثمار وبعث المشاريع التحتية وهذا بالتزامن مع تقلب أسعار الطاقة وتغير الأوضاع الاقتصادية في العالم إلى جانب التغيرات المناخية المتوقعة ، فإن ضرورة دراسة هذه المرحلة بشكل دقيق هو من الأولويات.فقد أسس خطاب سموه لبداية مرحلة نتطلع إليها بأمل كبير ، ونهاية مرحلة مضيئة وإنجازاتها واضحة جنى ثمارها كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة ، كما نجحت هذه المرحلة في التهيئة بشكل جيد للمرحلة القادمة التي حدد سموه معالمها الرئيسية ووضع خطوطها العريضة ، وبالتالي لابد أن نؤسس لهذه المرحلة ونرسم رؤيتنا المستقبلية المتوسطة والطويلة المدى في ظل هذه الأوضاع والتغيرات المذكورة؟إن هذه المرحلة الانتقالية تعتبر مرحلة مفصلية وحساسة و دقيقة من أجل بناء الدولة و تلافي أي تبعات سلبية بسبب تراجع أسعار النفط و الغاز و ذلك بترشيد الإنفاق وإعادة هيكلة قائمة الأولويات و التركيز على مشاريع التنمية إضافة إلى رفع كفاءة مؤسسات الدولة و الاقتصاد الكلي و القطاع الخاص فهذا علاج للمدى القصير الذي سيدعم نوعيا توجهات المدى المتوسط و الطويل.إلا أن رسم رؤية واضحة على المدى المتوسط و الطويل هو أمر ضروري ويحتاج إلى إبراز عناصر طويلة المدى وكيفية تأثيرها على الاقتصاد وبنية الدولة.فإذا نظرنا إلى نسق التغير المناخي والبيئي وإلى التوقعات المنتظرة والتي تكمن في زيادة درجات الحرارة فإنه لابد من بناء المؤسسات القادرة على التعامل ومواجهة الظرف البيئي المتوقع في العقود القادمة.وفي إشارة إلى ظرفنا المناخي والذي يشهد درجات حرارة مرتفعة والتي نتعامل معها منذ عقود فإنه يمكن تحويلها إلى ميزة والتي نحن في أشد الحاجة إليها لتخدمنا في المستقبل.فمن تقنيات التكييف عامة إلى تقنيات تكييف المناطق إلى إيجاد حلول جذرية كبناء المدن تحت الأرض وتوفير الظروف الملائمة لها من ابتكار مواد البناء العازلة والاستحواذ على الآلات والأجهزة المتخصصة في الحفر تحت الأرض والاستثمار في تلك الشركات القادرة على ذلك ونعني بالذكر مثلا الشركات القائمة على مشروع قطار الأنفاق بآلات الحفر المتخصصة.ولتفعيل ذلك، فإنه لابد من إقامة مراكز أبحاث تعني بتقنيات التبريد بمختلف مساراتها وبتقنيات الحفر والبناء تحت الأرض.وبناء على كل ذلك، فإنه من الممكن جعل درجات الحرارة ميزة من مميزات المنطقة وبالتحديد بلدنا وذلك من حيث العمل على كسب المعرفة وأفضل الممارسات في تقنيات الطاقة الشمسية وذلك في إطار رؤية طويلة المدى.وفي الأخير، فإن في هذا معالجة لأمرين هما من أهم المرتكزات لأي استراتيجية مستقبلية ألا وهما التغير المناخي و البيئي واستغلال الطاقة الشمسية كبديل للطاقة الهايدروكاربونية ، خصوصا أن اعتماد الدولة على النفط والغاز أصبح واضحا للجميع أنه في مراحله الأخيرة، وهناك خطط واستراتيجيات مدروسة لتقليل هذا الاعتماد وتنويع مصادر الدخل وبالتالي لابد من أخذ العبر من الخطاب التاريخي والاستراتيجي لحضرة سيدي سمو أمير البلاد المفدى، والذي ركز على تحويل ما يبدو في العموم سلبيا إلى حالة إيجابية وجعل من التحديات فرصا حقيقية للانطلاق لمستقبل واعد.. يتبع.