12 سبتمبر 2025
تسجيلالتاريخ يسجل بأحرف من نور، المواقف العظيمة للعديد من الأئمة، على سبيل المثال، فقد رفض الإمام مالك أن يكون كتابه "الموطأ" أساس كل المذاهب، نعم رفض هذا الأمر عندما عرض عليه أبو جعفر المنصور أن يوحد الأمة على مذهب الإمام، ورأى أن هذا الأمر قد يشكل اعطالاً للعقل وللاجتهاد. ومع ما تعرض له من أذى، إلا أن هذا الأمر لم يجعله يتنازل، وهكذا تعرض كبار الأئمة للأذى النفسي والجسدي،ومع هذا فقد رفضوا أن يرضخوا للتهديد والوعيد أو يتنازل أي منهم عن موقفه.في رحلة الحج كم كنا سعداء بحق ونحن نغترف من علم وثقافة وفكر كوكبة من أبناء هذا الوطن المعطاء. شيوخنا الأجلاء وهم منارة وقامات نفتخر بهم، وبارك الله في أصحاب حملتي التوبة والهدى الذين ضموا بين جنباتهم هؤلاء العلماء الأجلاء الشيخ أحمد البوعينين الباسم الضحوك والشيخ الدكتور محمد حسن المريخي.. بتواضعه الجم، أما الصديق الشيخ الدكتور عايش القحطاني فحدث ولا حرج.. أعطى صورة رائعة للداعية وكم سعدت وأنا أقف خلف الإمام في صلاتي المغرب والعشاء في منى، واستمع إلى الإمام يوسف الحمادي.. هذا الشاب الداعية الصغير يأخذ الإنسان بحلاوة الصوت إلى فضاءات الله، ولكن مع كل جماليات الرحلة، ما نغص علينا ادعاء البعض بما لا يعلم، والأدهى والأمر الإفتاء، مع أنه لم يدرس الدين ولم يتعمق في أصوله، ومع هذا فهو يعتقد أنه لا يقل معرفة عن أبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل وأنه يعلم كل شيء. في تصوري وأتمنى أن أكون مخطئاً. إن خطر هؤلاء أشد فتكاً بالأمة من "بوكو حرام وداعش" ذلك أنهم دون وعي يحرمون كل شيء، يا سيدي من أعطاك حق الإفتاء؟ ومن سمح لك مع أن في الحملات التي قامت بالمهمة علماء أجلاء يدركون جيداً كل الأمور، لكن ماذا نقول وليس هناك قانون يعاقب على من يتصدى لمثل هذا الأمر، قلت لأحدهم: هل تعرف كيف تقود الطائرة؟نظر إليَّ بدهشة وقال: تتطنز عليَّ!! قلت لا.. ولكن كم مرة ركبت الطائرة.. قال: لا تعد.. تركته حائراً كما تركني في حيرة وهو يفتي بما لا يعلم.. وسلامتكم.