13 سبتمبر 2025
تسجيلقبل أيام دخلت في حوار عبر الانترنت مع طالب بجامعة قطر، كان يتحدث عن شكاوى وصعوبات يتعرض لها الطلبة بالجامعة، ويشير بالتحديد الى شخصية ادارية في موضع خلاف، فسألته عن إمكانية الاعلان عن هذا الخلاف، والدخول في حوار سواء مع هذا المسؤول، أو ايصال ذلك الى الادارة العليا، واذا تطلب الأمر إبداء الرأي عبر الصحافة، فتحفظ على ذلك، وتعلل بأن الاعلان عن الاختلاف مع ذلك المسؤول قد يقود الى خلق مشاكل هم في غنى عنها، خاصة وان عدداً منهم في السنة الأخيرة، فاستغربت من هذا الموقف، والسلبية التي تعيشها هذه الشريحة الشبابية الهامة في المجتمع، فاذا كان طلبة الجامعة، الذين سيخرجون غدا إلى مواقع العمل يرفضون إبداء آرائهم حيال قضايا يختلفون فيها مع مسؤول أو مدير أو عميد، ويمتنعون عن إبداء الرأي الآخر، بدعوى تعرضهم لمشاكل، فإن ذلك فيه إشكالية كبيرة. لا أريد التطرق الى هذا الموقف، ولكن من المهم جدا ان تسعى الجامعة إلى خلق روح الحوار بين ابنائها الطلبة عبر الندوات أو المحاضرات أو اللقاءات العامة، بينها وبين الطلبة، وتشجيعهم على إبداء آرائهم الخلافية، والمشاكل التي يعانون منها بكل حرية، بل مكافأة الشريحة التي تعلن عن رأيها المخالف بكل موضوعية، وتنتقد السلبيات اذا ما وجدت بروح من المسؤولية، وبرغبة الاصلاح. لا نريد من هذه الشريحة التي ستخرج غدا الى المجتمع ان تعيش حالة الانطواء والقبول بأي شيء حتى وان كانت غير مؤمنة به، نريد من هذه الشريحة التفاعل الايجابي، فكيف تتفاعل غدا مع قضايا المجتمع والمواطنين بصورة عامة، اذا لم تتفاعل أساسا مع مجتمعها الصغير المتمثل بمجتمع الجامعة؟ نريد من ادارة الجامعة وبحكمة سعادة الاستاذة الدكتورة شيخة بنت عبد الله المسند رئيس الجامعة، ان تدفع بأبنائها وبناتها من الطلبة والطالبات نحو الانخراط في العمل الجامعي، وفتح قنوات اتصال وحوار، وحلقات نقاش مفتوحة بين فترة واخرى عبر اساليب وطرق مختلفة، لتعويد الطلبة والطالبات على المواجهة مع الرأي العام، والاعلان عن آرائهم بكل حرية وموضوعية، وتعويدهم على اسلوب الحوار والنقاش وقبول الرأي والرأي الآخر . لا نريد من هذه الشريحة اذا ما دخلت الى سوق العمل وتولت المسؤوليات ان تكون ديكتاتورية في ادارتها، او تصادر الرأي الآخر، كونها لم تتعود على ممارسة ذلك في حياتها العلمية، ولم تشاهد ذلك في مؤسساتها التعليمية. الحديث في هذه القضية بحاجة الى تواصل، فهذه الوقفة بالتأكيد لا تفي بحجم هذه القضية، فلنا وقفة اخرى، وآمل ان أجد في الوقت نفسه تفاعلا من قبل الطلبة والطالبات والادارة الجامعية كذلك.