21 سبتمبر 2025

تسجيل

إيقاع سمفونية تطويع الوعي العربي

22 أكتوبر 2023

تجري الأحداث بإيقاعها المتسارع من قصف وتدمير المنازل على ساكنيها، فكل ضيف غربي يترجل من الطائرة على ايقاع تدمير منزل بعد منزل من رئيس وزراء غربي لوزير خارجية، ايقاع التدمير لإرهاب السكان المدنيين وتهجيرهم لسيناء، لكن حتى من صدقوا بروباقندا الكيان تم قصفهم، فقرر أهل غزة المكوث مهما كلف الأمر، كان لا بد من التصعيد فيبدون وكأن الخطة ستفشل والتهجير لن يتم، فحمى ايقاع الزيارات وتواجد بلينكن في مجلس الحرب ليخرج ويعطي الضوء الأخضر لما هو قادم، يتم وضع برنامج زيارة بايدن للمنطقة ويقرر اجتماعه بعبدالله ملك الأردن ومحمود عباس والرئيس السيسي، ولكي يتم التمهيد لهذه الزيارة ومن خلال الاستقبال يتم تطويع الوعي العربي والإسلامي لقبول ما يجري في غزة، فضبط إيقاع الزيارات الغربية وضربات الإبادة ممنهجا، يتم اعداد مسرح العمليات لحدث جلل يليق بسيد البيت الأبيض، فيتم استهداف المستشفى المعمداني ويتبع القصف استقبال لمن تولى ودبر الحدث ثم تخرج علينا الصور والأخبار باحتضان بايدن مما يجعل الرؤساء في موقف القابل والراضي بما حدث، وهذا يعني الإعداد لأحداث مماثلة بما أن هناك قبولا بقصف المستشفى المعمداني، ولكي يعرف الجميع أن الدين لا علاقة له بالاستعمار والكيان الاستعماري، هذا المستشفى شيد من قبل الطائفة المعمدانية المسيحية كما هو بايدن، كما يتبرأ اليهود من المشروع الصهيوني كما رسمه بنرمان ودول الاستعمار كي يكون الجسم الخادم لمصالحهم، فإن أمريكا سيدة الاستعمار وبريطانيا وفرنسا والغرب يقف مع هذا الكيان مهما كلف الأمر، بل من يدير هذا الكيان خاصة بعد الانهيار هي أمريكا كما تعلمون وكما أشرنا وتوقعنا في المقالات السابقة، لكن اليوم سقطت الأقنعة ونحن نشهد عمليات تطويع الإرادة العربية وتشكيل الوعي الجمعي من خلال الأحداث، فالحدث للفلسطينيين هو كي الوعي أما لبقية العالم والعالم العربي هو تطويعه وتليينه وتشكيله، هذه المسرحية مكررة من العنف وتوظيف العنف في تشكيل الوعي وقد حفظها أهل فلسطين ولذلك فإن كل المحاولات ستبوء بالفشل، من يضع ذلك الإيقاع هي المدبر الأكبر والحامي والراعي والمزود بالأسلحة والذخيرة والمعلومات والمال، ليس هنالك إلا أمريكا، وهذه هي الموقعة الأخيرة وجلبت كل ما تملك حتى سيد البيت الأبيض، لكن كل التوقعات باءت بالفشل من طوفان الاقصى الى محاولة تهجير اهل غزة وتطويع ارادة الامة للقبول والترحيب ببايدن بعد القصف المتعمد لإبادة اهل غزة، رفض مقابلة بايدن تلغي الترتيبات ولكن دائما ما تكون هناك خطط بديلة فماذا سوف يخرجون من قبعة الساحر هذه المرة، طبعا مباشرة بعد رفض القادة العرب مقابلة بايدن تغيرت القصة ولم يعد الكيان يفخر بما فعل بل يتبرأ لأن العمل غير مقبول، وكأنهم لا يقيمون أعمالهم الا بمدى قبول الآخر او عدم قبوله لفظاعاتهم، توقيت ابادة المستشفى بعد ترتيب الدول العربية زيارة بايدن يعني ان العملية مجدولة والزيارة ضرورية لكي يبلعها الضمير العربي ومن ثم لا احد يستطيع الاحتجاج او التظلم او الاعتراض، فقد قابل بايدن قادة العرب والفلسطينيين وكانوا مرحبين ومستقبلين، وكما ان للغرب ايقاعه فإن للمقاومة ايقاعها فإيقاع ضربات المقاومة في غزة واذلال كل ضيف وزائر حتى الكنيست، دخلوا الملاجئ، وهذا الايقاع في جنوب فلسطين والمستوطنات تخلى، والمقاومة تفرض ايقاع في ترحيل المستوطنين في شمال فلسطين، فإن كان الكيان يدفع للتهجير، فالمقاومة دفعت تهجير المستوطنين، ومن يتمسك بالأرض ينتصر.