يموت الحصان ويبقى سرجه

الفراق صعب ومؤلم، خاصة عندما نفتقد الأعزاء على قلوبنا، وأعطوا لحياتنا معنى أجمل، شئنا وشاءت الأقدار، وقدر الله وما شاء فعل، إنها لحظات صعبة، لكن لا مرد لقضاء الله وقدره، هذه هي سنة الله في خلقه جميعاً، فالبقاء لله وحده. نعم ما أصعب الفراق الذي يأتي في غمضة عين دون أن يسمح لنا أن نودعهم، تمر سنوات وسنوات على الفراق، ولكن كانوا بالأمس القريب معنا. هل نجد من يؤرخ ذكرى طيبة بعد أن كان الطبيب يداوي الجروح؟ هل ستكتب آخر أسمائنا في القلوب أم على صخور القبور فقط؟ هل سنجد من يبكي كلما فتح صندوق الذكريات وانبعثت منه رائحة تلك الأيام الحلوة والمرة؟ الحياة لابد وأن تنتهي ويودع كل منا الآخر ودائماً لا رجوع من بعده. في كل لحظة وكل دقيقة نودع ونودع، فمن يدري لعلنا نغفو فلا نستيقظ ثانية. رحلت عنا يا عبدالعزيز في لحظة بعد أن ملأت علينا الدنيا حباً وابتسامة. رحلت عنا بعد انتظار طويل مع الآلام والآهات والجراحات والصبر على البلاء. منذ شهرين كان محبوك في استقبالك بالأحضان والورود، وبالأمس عدت إلينا محمولاً على أكتافهم. كنت نعم الأخ لإخوانك، ونعم الأب لأبنائك، ونعم الصديق والمحب لأصدقائك، ونعم الإنسان الذي أحبه الناس في كل مكان. رحلت عنا بجسدك وروحك الطاهرة، ولكن ستبقى ذكرياتك العطرة وأعمالك الفنية الناجحة باقية في قلوب عشاقك ومحبيك. لن تنسى الناس فايز التوش، وطار الوزير، والناس بيزات، وديرة العز. فإلى جنة الخلد يا شقيقي عزيز. [email protected]