17 سبتمبر 2025

تسجيل

التعليم...أساس التنمية المستدامة

22 أكتوبر 2016

تؤكد أدبيات ودراسات وبحوث الاقتصاد على أن التعليم هو حجر الأساس وهو محور التنمية وأن نجاح أي عملية تنموية يعتمد في الأساس على نجاح النظام التعليمي في هذا المجتمع، والتعليم مفتاح التقدم وأداة النهضة ومصدر القوة في المجتمعات. ويعتبر التعليم والتنمية وجهين لعملة واحدة فمحورهما الإنسان وغايتهما بناء الإنسان وتنمية قدراته وطاقاته من أجل تحقيق تنمية مستدامة شاملة تنهض بالفرد والمجتمع إلى مقام الدول المتقدمة. ويعدّ التعليم من أهم روافد التنمية وعناصرها الأساسية، فالمجتمع الذي يحسن تعليم وتأهيل أبنائه ويستثمر في الموارد البشرية ويؤهلها للإشراف على عملية التنمية وإدارتها، فالإنسان المتعلم والمؤهل والمثقف والمتمرس بإمكانه أن يشارك في بناء مجتمع قوي سليم يسوده الأمن الاجتماعي والاستقرار السياسي والاقتصادي. هذا يعني أن هناك علاقة وثيقة بين التعليم والتنمية المستدامة في مختلف المجالات كالاقتصاد والسياسة والثقافة والرياضة والصحة والبيئة...إلخ. فلا تنمية من دون قوى بشرية متعلمة ومؤهلة، وبالتالي فإن عملية تأهيل وإعداد الموارد البشرية هي أساس عملية التنمية المستدامة. فالنظام التعليمي من مدارس ومعاهد وجامعات ومراكز بحث هو المحرك الإستراتيجي والمحوري والأساسي في عملية التنمية المستدامة. فمنظومة التعليم ومن خلال البحث العلمي وتأهيل وتكوين الكوادر في مختلف التخصصات والمجالات هي المسؤولة عن توفير الإنسان الذي يعمل على النهوض بالدولة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا...إلخ. إن عملية التعليم والتعلم والتكوين والتأهيل لها علاقة ارتباطية قوية بالتنمية المستدامة وهي استثمار في البشر وللبشر، تعتبر عملية تكوين وتدريب وتأهيل الإنسان الخطوة الأولى واللبنة الأساسية في التنمية المستدامة، فلا تنمية من دون تطوير وتكوين البشر، أي أنه لا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري في الإنتاج وفي النمو الاقتصادي، وإن الاستثمار في رأس المال البشرى هو أحد أكثر الوسائل فعالية للحد من الفقر والجهل والتخلف وهو العامل الأساسي والمتغير المحوري في عملية التنمية المستدامة. فالتاريخ يذكّرنا دائما بأن الأمم الرائدة في العالم والتي خطت خطوات جبارة في التنمية والتطور هي تلك الدول التي استثمرت في الإنسان وفي التربية والتعليم والتدريب والتطوير. قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بزيارة إلى جامعة قطر للاطلاع على مسيرة التعليم العالي في الجامعة الوطنية، والوقوف على أبرز الإستراتيجيات والبرامج والمشاريع البحثية والتربوية والتعليمية والخطط المستقبلية للجامعة، بما يتواكب مع المعايير العالمية التي تضمن جودة التعليم وفعاليته بما يتواكب مع رؤية قطر الوطنية واحتياجاتها من كوادر بشرية مؤهلة تقود عجلة التنمية والتطور ومسيرة التألق والتميز. خلال زيارته ثمّن سموه دور أبناء وبنات قطر في التقدم والتنمية المستدامة والتطور، ودور الجامعة في خدمة الوطن والمساهمة في وضعه في مسار الدول المتقدمة في العالم. كما أكد سموه على أن «الإنسان هو أهم لبنات بناء الوطن، وأعظم استثماراته.. فيكم استثمرت قطر وبكم تعلو ومنكم تنتظر»، زيارة سمو الأمير تؤكد مكانة ودور وأهمية العلم في مسيرة ترقية الشباب القطري ليقود عجلة التطور والتنمية من خلال العلم والمعرفة. تؤكد زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على الاهتمام الكبير الذي يوليه سموه للعملية التربوية والتعليمية في قطر، من أجل تحقيق الطموحات والآمال للأجيال القادمة، كما تؤكد على الاهتمام بالتعليم العالي باعتبار أنه بوصلة النجاح ومصدر الكوادر البشرية المؤهلة والمتعلمة والمسلحة بمختلف مهارات الإدارة والتسيير والإنتاج لوضع دولة قطر في مصاف الدول المتقدمة. لقد جاءت رسالة صاحب السمو واضحة للشباب، فالإنسان هو أهم لبنات بناء الوطن، وهو أساس التنمية المستدامة والرقي والازدهار. فالزيارة الكريمة لصاحب السمو لجامعة قطر تؤكد أن الدولة استثمرت في الشباب وأنها بهم تعلو كما أنها تنتظر منهم الكثير، ولذلك فإن الجامعة ومن خلال هذه الزيارة ستعمل جاهدة على تجسيد رؤى القيادة في البلد في أرض الواقع. فالاقتصاد العالمي أصبح يقوم على اقتصاد المعرفة الذي تنتجه الجامعات ومراكز البحوث. فجامعة قطر مطالبة ببذل الكثير من الجهود لتستجيب لاحتياجات ومتطلبات المجتمع القطري الذي يشهد نهضة شاملة حضارية وتنموية واقتصادية وعمرانية وثقافية واجتماعية. رؤية قطر 2030 بحاجة إلى جيل مسلح بالعلم والمعرفة والأخلاق والقيم السمحاء ومن هنا جاء الاهتمام بجامعة قطر وبالعملية التعليمية من قيادة الدولة بهدف الاستثمار الأمثل في الشباب وتخريج جيل عصري مسلح بالعلم والمعرفة للإشراف على مختلف القطاعات والمؤسسات في المجتمع لبناء دولة عصرية متطورة تواكب وتنافس نظيراتها على المستوى العالمي.