29 أكتوبر 2025

تسجيل

كي مون في فلسطين.. القرار بيد الانتفاضة

22 أكتوبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كان الكلام يدور قبل أيام في الأوساط السياسية، عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري للمنطقة، وعقد قمة رباعية أردنية فلسطينية إسرائيلية أمريكية في العاصمة عمّان، إلا أن المفاجأة حقا كانت بوصول بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة إلى فلسطين (الثلاثاء) في زيارة لم يعلن عنها سابقا.واضح أن الأوضاع المتدهورة في الأراضي المحتلة، عقب اندلاع انتفاضة القدس، واحتمالات أخذت تقوى عن ذي قبل، أن تبدأ السلطة الفلسطينية خطوات عملية بإلغاء الاتفاقات الموقعة مع الاحتلال، بما في ذلك وقف التعاون والتنسيق الأمني مع إسرائيل، تطبيقا لقرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير الذي اتخذ في شهر مارس الماضي، وهو ما تخشاه إسرائيل حقا. رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي سيلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اتفق مع وزير الخارجية الأمريكي، على أن يلتقيا معا في برلين نهاية الأسبوع الجاري، لبحث تداعيات الوضع في فلسطين المحتلة.فهل يعني لقاء نتنياهو- كيري في برلين، إلغاء القمة الرباعية في عمان، أم أنها محاولة أمريكية إسرائيلية لصياغة موقف مشترك وموحد، بمعزل عن الاتصالات مع الفلسطينيين والأردنيين، أم أن عمّان أبلغت عبر الطرق الدبلوماسية رفضها لقاء نتنياهو على الأرض الأردنية، وكلّها تساؤلات تضع المراقبين أمام احتمالات عديدة.الأمر يحتمل عدة أوجه، أوّلها أن كيري ربما لن يزور المنطقة، ثانيها أنه قد يزور المنطقة ولكن بتصوّر جاهز يتعلق بالوضع في القدس والمسجد الأقصى بالتوافق مع الإسرائيليين، ثالثها أن القيادة الأردنية، وخاصة الملك عبد الله الثاني، لا يرغب أصلا في لقاء رئيس حكومة العدو، كون الأخير نكث بوعود سابقة أمام الملك الأردني بألا يسمح لأعضاء حكومته اليمينية المتطرفة، ولا لقادة المستوطنين والحاخامات، باقتحام باحات المسجد الأقصى بضمانة الوزير الأمريكي كيري.نتنياهو ووزير الجيش موشيه يعالون، والطاقم الوزاري المصغّر (الكابينيت)، باتوا يتحسّسون خطورة الوضع في القدس المحتلة على صعيدي الأمن والاقتصاد الإسرائيليين، مع دخول الانتفاضة أسبوعها الرابع على التوالي، البعض يطلق عليها انتفاضة أو ثورة السكاكين.المعلومات من الجانب الفلسطيني، تؤكد أن السلطة بصدد اتخاذ إجراءات للتخلص من الاتفاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع الاحتلال، في ظل استمرار حكومة نتنياهو بالتنكر لهذه الاتفاقيات الموقعة في العام 1993، ومع مواصلتها إعدام واغتيال وتصفية المدنيين الفلسطينيين، واستمرار التسمين الاستيطاني على حساب الأرض الفلسطينية، والاعتقالات والمداهمات. وتدللّ التصريحات على أن هناك خطة كاملة وضعتها "تنفيذية" منظمة التحرير لطريقة التعامل الفلسطيني بخصوص الشأن الاقتصادي، ووقف التعامل الأمني مع إسرائيل، عند وقف السلطة التعامل بهذه الاتفاقات. في المعلومات، أن بان كي مون، وهو الشاهد الأممي على ما أدلى به الرئيس عباس من على منصة الأمم المتحدة الشهر المنصرم، سيبذل قصارى جهده من أجل وقف المواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، قبل وصول كيري إلى المنطقة عما قريب إذا ما حصلت الزيارة.في كل الحالات، علينا أن نتحدث هنا بصراحة، فكيري لا يأتي للمنطقة إلا لأجل إسرائيل تحديدا، وبالتالي من أجل وقف المواجهات، وليس من أجل أي أحد آخر، وتحوطا من احتمال نشوب انتفاضة ثالثة، يرى الأمريكيون أنها حاصلة حاليا، فهما، أي كي مون ثم كيري، سيعملان على إطفاء النار الفلسطينية ضد الاحتلال، خاصة أن الإقليم العربي ليس بحاجة إلى مناطق اشتعال جديدة.ما يقال أيضا، إن الأمريكان وحتى حلفاءهم الإسرائيليين، لا يفهمون أن إشعال المواجهات، أو إطفاءها ليس بيد الرئيس عباس، ولا أي من فصائل المقاومة الفلسطينية، وهي تشبه في ظروفها إلى حد كبير، انتفاضة الحجارة في العام 1987.هذا الظن من جانب كل الأطراف ليس واقعيا، فالرئيس عباس فلت الوضع من بين يديه، ومن أجهزته الأمنية، والفصائل الفلسطينية لا تقف وراء ما يجري من مواجهات بين شباب فلسطيني ثائر وقوّة محتلّة غاشمة، فصاحب القرار هم هؤلاء الذين يدافعون عن أقصاهم المبارك، فالحصاد السياسي من جانب السلطة يجب أن يكون عبر تداعيات الانتفاضة، وما باتت تستشعره حكومة العدو من أخطار داخلية ومن تزايد العزلة والخناق الدولي عليها.