16 سبتمبر 2025

تسجيل

لو سجد إبليس لآدم..

22 أكتوبر 2014

في زمن ما في الملأ الأعلى وكما جاء في القرآن الكريم ، دار حوار بين الله تعالى وإبليس، الذي كان ضمن عالم الملائكة، رغم أنه مخلوق ناري من عالم الجن، حيث كان الأمر الإلهي واضحاً لمن كان موجوداً في ذاك الوقت من الزمن، بأن يسجد الجميع لمخلوق جديد لكنه من طين واسمه آدم. التزم الجميع الأمر وسجدوا حين جاء الأمر إلا إبليس أبى واستكبر، فاستحق أن يكون من الفاسقين، كما وصفه القرآن.. اعترض إبليس على الأمر ولم يطع جبار السماوات والأرض، فليس هو بالذي يخالفه ويعصيه مخلوق من مخلوقاته .. ونتيجة ذلك ، تم إخراج إبليس من الجنة والملأ الأعلى ، بل كذلك من رحمته، فكان بذلك أول مخلوق يخسر ويتذوق مرارة الخسارة في هذا الكون.. لقد خسر إبليس مستقبله تماماً ، كما في المصطلحات الحديثة لأهل الأرض.. تصور ما يكون شعور مخلوق يعرف مقدماً مستقبله غير الآمن ؟ لا بد أنه شعور غير مريح البتة، يؤدي غالباً إلى تجاوزات وتهورات تصاحب سلوكيات صاحبه تزيده حسرة وألماً إلى ما هو عليه من آلام وآلام.. هذا ما صار وحدث مع إبليس، الذي حدثته نفسه بعد هذه النتيجة المأساوية ، وصار لسان حاله ينطق : طالما أني عرفت مستقبلي من الآن وخسرت دنياي وآخرتي، فلا بد ألا أكون وحدي مع هذا المصير، الذي لا يحسدني أحد عليه بكل تأكيد.. هكذا كان لسان حال إبليس بعد أن علم بقرار الطرد من الرحمة الإلهية.. ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ». وهكذا استكبر وتمرد وتجبر وأقسم أن يعادي بني آدم، وهو بعد لم يشهد أي ضرر من آدم وذريته، فهو في ظنه أن تحديد مستقبله غير السار إنما السبب الأوحد فيه هو آدم عليه السلام ، فبسببه طُرد من الملأ الأعلى ومن رحمة الله.. ومن تلك اللحظة بدأت معركة الخير والشر ، يقودها إبليس ومن سيكونون معه قريباً من الإنس والجن.. ونكمل الحديث بالغد إن شاء الله ، فللقصة بقية باقية..