16 نوفمبر 2025

تسجيل

تواصل الخواطر

22 أكتوبر 2014

أحياناً يريد الشخصٌ أن يقول شيئاً فى مخيلته لكنه قبل أن يبدأ فى طرح فكرته يقاطعه أحدٌ ذاكراً نفس الفكرة التى يريد أن يقولها، فيقول سبحان الله كنت سأقول ذلك ولكنك سبقتنى بها، أو تتذكر شخصاً معيناً ونبدأ فى الحديث عنه، وفجأة يدخل علينا ذات الشخص، فهذه الأشياء عبارة عن توارد الخواطر وتداعى الأفكار، فقد يخطر على بالك يوماً ما أن هناك توارد خواطر تشعر به؟ بمعنى أنك كنت تُُفكِر فى أمرٍٍ ما، وفى نفس الوقت كان شخص آخر قريبا منك أو بعيداً يفكِر فى نفس الأمر، فكثير ما تُريد أن نقول شيئاً وفجأة قبل أن ننطق بالكلمات يقوم شخصٌ آخر بقول ما كنا نود أن نقوله، كذلك عندما نمر بمكانٍ كان فيه فرح أو حادث، سرعان ما نربط المناسبة بصاحبها، فرؤية الدار تُذكرنا بمن كان مقيماً فيها، ونتذكر صوته وهيئته، فتتسلسل الى أذهاننا أمور كثيرة تلقائياً من غير أن يكون للارادة فيها أثر، وهذه كلها نتيجة ترابط بين الامور والأفكار المرتبطة. كثير ما ترتبط الأحداث بأصحابها من العلماء والأدباء والمشاهير من الرياضيين والممثلين والمطربين وغيرهم، وتُسمى هذه الظاهرة النفسية الآلية بتداعى الأفكار، وقد عرفوها بأنها: (استحضار الأحوال النفسية والفكرية) بعضها ببعض بصورة تلقائية، وقد تتذكر صديقاً أو زميلاً غاب عن الأنظار لفترة طويلة، فنبحث ونسأل عنه وفجأة يقابلنا هذا الصديق وبكل سهولة دون عناء، فقد نستغرب كثيراًً لهذه الأشياء، ولكنها تحصل لنا وليس لها تفسير منطقى أو علمي، نعم هو تواصل الخواطر ( telepathy communication ). (توارد الخواطر عن بعد)، وتحضرنى قصة سيدنا يعقوب عليه السلام عندما قال: انى لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون، أى ألا تنسبونى الى الخرف، قالوا: تالله انك لفى ضلالك القديم، ولكن عندما جاءه البشير وألقى على وجهه قميص ابنه يوسف رجع بصيراً كما كان، هذا المشهد يطبع فى النفس احساساً تعجز الكلمات عن وصفه، قال الرازي: انه تعالى أوصل تلك الرائحة اليه على سبيل اظهار المعجزات لأن وصول الرائحة اليه من هذه المسافة البعيدة أمر مناقض للعادة، فالاعجاز كان فى شم يعقوب أو فى وصول الريح اليه خاصة، انه حقاً موقف مؤثر لأبٍ مكلوم محزون ينتظر أى خبر عن ابنه ليفرحه، نعم جاء البشير ملوحاً بالقميص فارتدَ سيدنا يعقوب بصيراً.