18 سبتمبر 2025

تسجيل

مؤسساتنا ونزيف الكهرباء

22 أكتوبر 2012

يقول أحدهم دخلت يوماً الجهة التي أعمل بها مساءً لأنجز بعض المهام فوجدت الكهرباء من إضاءة وأجهزة التكييف ومراوح التهوية في دورات المياه تعمل ولا أحد في المكاتب. ويقول آخر دخلت قاعة التدريب التابعة لإحدى (....) ولم يكن فيها برنامج تدريبي ولا أحد، ومع ذلك الإضاءة مفتوحة وأجهزة التكييف (تطحن). وإذا مررت أنت والكثير قد شاهد على إحدى الوزارات أو المؤسسات أو الهيئات التابعة للدولة في فترة المساء وطوال الليل فتجد العجب العجاب، وعليك أن تضع علامات الاستغراب والدهشة مما تراه عيناك. لماذا هذا الهدر؟ ولماذا هذا النزيف؟ في مسألة الكهرباء من إضاءة وتكييف ومراوح التهوية في دورات المياه. أين الرقابة الجادة والصارمة التي لا تقبل المساومة ولا المناصفة للحلول سواءً من قبل أجهزة الوزارة نفسها، أو من الجهات الأخرى الرقابية المختصة، فعلى هذه الجهات مسؤولية كبيرة وحمل عظيم في وقف هذا النزيف عاجلاً غير آجل، والوقوف ضد هذا الإهمال الواضح والتلاعب في مقدرات الدولة. إن استمرار هذا النزيف في بعض الوزارات والهيئات والمؤسسات لهو خلل سلوكي يحتاج توجيها وإرشادا والسير به إلى الاتجاه الصحيح والممارسة العملية للمحافظة على هذه الثروة التي تكلف الدولة المليارات من الريالات. وأيضاً من أسباب هذا النزيف هو ليس في مجانية هذه الخدمة للمواطنين وإنما لقلة الوعي في المحافظة على هذه النعمة التي وفرتها الدولة - حفظها الله - من قبل المواطنين والمقيمين في مؤسساتنا - إلا ما رحم الله -. ونحتاج إلى تكثيف الجهود في المدارس والجامعات والوزارات والهيئات والمؤسسات من خلال الندوات والبرامج التوجيهية والإرشادية، وحتى في الأسواق والمجمعات التجارية الكبرى المنتشرة بالدولة ولنرفع شعاراً عملياً "لا للهدر.. نعم للترشيد"، ويذكر أن إحدى الوزارات حثت جميع موظفيها في حملة ترشيد الكهرباء من خلال الحرص على إطفاء لمبات الإنارة وأجهزة التكييف في كافة الإدارات بعد انتهاء فترة الدوام وعدم ترك المكيفات والإنارة مفتوحة طوال اليوم، فلها التحية والشكر على إحياء قيمة الترشيد والحفاظ على ممتلكات الدولة.. ولابد من التنويه أنه أصبح عند الكثير من الأسر القطرية الشعور والوعي والحمد لله نحو قيمة ترشيد استهلاك الكهرباء والماء سلوكاً وتطبيقاًً، فلهؤلاء الشكر والتقدير وبارك الله فيهم وفي عملهم. ولنرفع الشعار الذي تبنته كهرماء لمدة خمس سنوات قادمة وهو (لتبقى قطر تنبض بالحياة) ولترفعه كذلك الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية مدارسة وممارسة وسلوكاً يومياً نحياه ويحياه الجميع، فهذا الترشيد فريضة شرعية وضرورة حياتية ومطلب مجتمعي وذخيرة للأجيال القادمة، ولابد من إيجاد حلول سريعة وعملية ومؤسساتنا قادرة بكل تأكيد على وقف هذا النزيف، فهل هي فاعلة ومتحركة؟؟؟ أم أن الجهات نائمة ولا دخل لها في هذا النزيف!!!. "ومضة" من سيوقف هذا النزيف عاجلاً وعاجلاً في الوزارات والهيئات والمؤسسات؟ "لتبقى قطر تنبض بالحياة " قطر الخير والعطاء والأمن والآمان.