14 سبتمبر 2025
تسجيلالحقيقة أيها الشباب الأعزاء أن المسلم الملتزم بحقيقة الدين يظل متردداً بين خير ينجزه وخير يتطلع إليه، ولذلك فإن قلبه دائم التألق، وضميره في حالة من الراحة العظيمة، إن لدينا عدداً من النصوص التي تحث المسلم على أن يحرص على نية الخير والتطلع إليه، منها قوله صلى الله عليه وسلم "إن الحسنات يذهبن السيئات، ثم بين ذلك، فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة". متفق عليه.المراد (بالهمّ) هنا العزم والتصميم الذي يصاحبه الحرص على العمل، ومن الأقوال الواردة في الحث على التطلع إلى الخير والحرص على النية الصالحة، قول أبي الدرداء رضي الله عنه: "من أتى فراشه وهو ينوي أن يصلي من الليل، فغلبته عيناه حتى يصبح كتب له ما نوى".ويقول سعيد بن المسيب: "من هم بصلاة أو صيام أو حج أو عمرة فحيل بينه وبين ذلك، بلغه الله ما نوى"، ويذكر زيد بن اسلم أن رجلا كان يطوف على العلماء قائلاً: من يدلني على عمل لا أزال منه إلى الله عاملا. فإني لا أحب أن تأتي علي ساعة من الليل أو النهار إلا وإني عامل لله تعالى، فقيل له: قد وجدت حاجتك. "اعمل ما استطعت" فإذا فترت أو تركت فهمَّ بعمله فإن الهام بفعل الخير كفاعله. وقد ذكروا أن عبدالله بن الإمام أحمد قال لأبيه أحمد: "يا أبت أوصني، فقال له: يا بني انو الخير فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير".قال صاحبي: ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لشبابنا؟ قلت: إنه يعني الآتي:1- الخيرون في أمتنا يحبون الإحسان إلى الخلق، ويحبون المسلمين وهم في خير ونعمة.2- أكبر برهان على أن حب الخير وإرادته موجودان لدى الإنسان هو انغماسه في عمل الخير حتى إذا حالت العقبات بينه وبين الخير لجأ إلى تطلعاته فجعلها خيرة؛ مثال ذلك لي صديق عمل في جامعة صنعاء تحمسا لخير اليمنيين، وعندما حالت الظروف بينه وبين عمله في صنعاء تفرغ لعمل تطوعي آخر – عن طواعية – لخدمة الطلاب اليمنيين في مصر واليمن.3- إن المنتفعين الأساسيين بأعمال الخير ليسوا الذين يستقبلونها بل الذين يقومون بها من حيث الثواب.4- ليحاول كل منكم أن يقوم بعمل خيري صغير كل يوم وذلك مثل الصدقة والسؤال عن صديق ونصيحة لمقصر.5- قارنوا أيها الشباب بين ما تفعلونه من خير وبين ما تطلعون إليه واسعوا إلى تحقيقه.6- اتخذوا من نية الخير حاجزا يحول بينكم وبين المعاصي وحاجزا يمنعكم من السقوط في أوحال الأنانية.7- حدثوا أهلكم وأصدقاءكم المقربين عن نواياكم وتطلعاتكم الخيِّرة، واسألوهم النصيحة.