18 سبتمبر 2025

تسجيل

إنجاز الحياة!

22 أكتوبر 2012

أنجز الشيء يعني أتمه وانتهى منه، وقد يكون الإنجاز باهراً، وقد يكون باهتاً، يتوقف هذا على الروح الوثابة أو الروح المثبطة، قد تنجز كتابا، بحثاً، مشروعا، ليكون الإنجاز خاصا جداً، شخصيا جداً، لكن هل فكرنا يوما بإنجاز الحياة؟ في الغالب الأعم نحن نسير في منظومة مكررة ومحفوظة، نولد، نكبر، ندرس، نتخرج، نعمل، نتزوج، ننجب، نهرم، نموت، لكن هل حقيقة أنجزنا الحياة؟ هل أنجز "الأب" رب الأسرة الحياة، فرعى، وربى، ووجه، وآمن بأن عنايته برعيته الصغيرة هي إنجاز مدهش، لأن مخرجات بيته من أبناء معتنى بهم يمثلون ركيزة المواطن الصالح الذي هو أقوى دعائم الحياة الممتدة أجيالاً تسلم أجيالاً؟ وهل أنجزت "الأم" الحياة فآمنت أنها حقيقة المدرسة الكونية التي تهدي الأمة أعظم الرجال؟ هل أنجزت "الأم" الحياة فلم توقع بالتنازل (على بياض) عن كل مهام مملكتها للخادمة لتكون أماً بديلة، تقوم بكل أعباء المملكة، تطبخ، تنظف، تذاكر للأولاد، تعتني بإرضاع المواليد (صناعي طبعا) لأن الاستيقاظ من النوم ليلاً لإرضاع الصغير يرهق أمه، ويزعج نومها الهادئ، لا يهم أبداً أن يكتسب الصغير المسكين مناعة تقيه "بلاوي" النزلات المؤلمة التي يعاني منها جراء تلوث حليبه (البودرة) بالإهمال في نظافة رضاعاته! المهم أن تنام الأم دون أن يعكر صفاء نومها أحد، رغم أنها سمعت كثيراً، أن المحرومين من الرضاعة الطبيعية لا يتمتعون بالذكاء ويعانون في التحصيل، مش مهم بلا ذكاء بلا بطيخ! فقط تتلخص مهمتها في إلقاء التعليمات على أمه الجديدة (وترزع) الباب لتغط في نوم عميق تقوم منه على الغداء! وقد يسأل المندهش هل إنجاز الحياة في نظر أمهات من هذا النوع ينتهي بصرخة وليد انزلق من رحمها إلى الأرض ليعلن أن سكان الكوكب زادوا واحداً، وأن على المربية تلقفه لتلقنه أبجديات الحياة بطريقتها، وثقافتها وكل موروثاتها بغض النظر عن الحصيلة المهلهلة لكائن مغترب في بيته اسمه طفل بلا أم؟ وعلى سبيل المثال، المعلم هل أنجز الحياة؟ هل آمن بأن الجالسين أمامه ينتظرون أن يفتح فمه (أمانة) في عنقه فلم (يسلق) دروس الحصص بالمدرسة ليوفر جهده المتفاني للدروس الخصوصية وقبض المعلوم؟ الموظف هل أنجز الحياة فعلا فأدى ما عليه، وقضى حوائج المراجعين وساهم في دوران عجلة الحياة أم كان عمله مجرد مكتب عليه كمبيوتر يتابع من خلاله حركة (فلوسه) بالبورصة، هذا غير الدخول على المواقع، وممكن لعب الكوتشينة إن سمح الوقت، والشغل؟ بكرة وعليك خير! الطبيب على كوكبنا العجيب هل أنجز الحياة وكانت أولويات ضميره إنقاذ حياة مريض في خطر أم اشتغل (تاجر) يعلق تعليماته (الدفع قبل دخول العملية طب اللي ممعهوش؟! الرد على طول ما يلزموش، والله يرحمه!). وقياساً على الأمثلة هل أنجز الحياة كل في موقعه مديراً كان أو سفيراً أو وزيراً، أو عاملاً، أو باحثاً، أو، أو.. ليهب الحياة إنجازه الجميل، مليئة هي الحياة بما يحتاج إنسان الحياة، تنوير عقل إنجاز، بناء جسم إنجاز، زرع فضيلة إنجاز، إنقاذ حياة إنسان إنجاز، نصر كلمة حق ضد باطل إنجاز، كل صاحب إنجاز يضخ دماء طازجة في شريان الحياة المتجدد لتقف بكامل صحتها وعافيتها قوية متجددة، ويظل كل فعل ترك أثراً إنجازا، ولعل إنجازات البشر المختلفة تدفع المرء إلى أن يتأمل إن كانت أقدامه قد تركت على رمال الحياة أثراً يقول إنه مر من هنا أم أنه جاء، وذهب دون أثر، أدنى أثر. لا تفوتني التهنئة، وكل التقدير لسعادة الشيخ ثاني بن عبدالله صاحب جائزة (إنجاز الحياة) الذي قدم خلال نصف قرن ما يستحق التكريم ثم مال إلى خدمة مجتمعه فاستحق التحية والامتنان، وتحية أخرى لأن اسم جائزته حركت كل خواطر هذا المقال. * بعد يومين يقف على (عرفات) حجيج بلا ألقاب، ولا مناصب، ولا مقصات ولا نجوم على الأكتاف، بلا كنياتهم، ولا سلطانهم، ولا أموالهم، ولا أحسابهم، ولا أنسابهم، بلا أي مميزات، كل الأمر خرقتان بلون بياض الصدق، وقلوب تخفق بالحزن ممن كانت لهم زلات، ووقعات، وعيونهم تذرف آملة العفو والمغفرة من رب حليم رحيم، وفي النفس التي طالما أمرت بالسوء وعود كثيرة بإصلاح الروح، والظاهر، والباطن، إنها وقفة (إنجاز الحياة) بإنسان جديد تائب من الذنوب، متعلق بالخير والحق يأمل العودة محرراً من أسر الخطايا وأوجاعها ليبني بيقينه الجديد دنيا الله، اللهم تقبل من الحجيج دعاءهم، وتوبتهم، واحسن أوبتهم، واعدهم غانمين مغفرتك ورضوانك، اللهم اشفق على ضعفهم وانقلهم برحمتك في يومك العظيم المشهود من ذل المعصية إلى عز الطاعة. * إلى السادة بحماية المستهلك * محلان بشارع النصر يبعدان عن بعضهما البعض خطوات، الأول (الفاميلي فود سنتر) يبيع منتج حلاوة (الميزان) بثمانية ريالات ونصف الريال، والثاني (الرغيف الساخن) يبيع نفس المنتج بـ12 ريالا! عندما سئل الثاني لماذا يبيع غيرك أقل منك بثلاثة ريالات ونصف الريال وتزيدها أنت على المستهلك، رد بهدوء يحسد عليه اكيد (خربان)! نرجو من حماية المستهلك مراجعة الأمر فقد كثرت جدا حكاية الاسعار المتفاوتة التي يتكبد فروقها المستهلك، ومن غير المعقول أن تترك الأسعار دون رابط ليبيع كل واحد على مزاجه ويجني من الأرباح ما يريد جهارا نهاراً! * نرجو من السادة في حماية المستهلك إلقاء نظرة على أسعار ملابس الأطفال لملاحظة كم أصبحت مذهلة، الله يكون في عون أبو العيال. طبقات فوق الهمس * تحية للدكتور محمد المسفر على دعوته لمساعدة (مساجين الديون) وتحية لرجل الأعمال عبدالعزيز بن عبدالرحمن الدرويش فخرو على تفاعله مع الدعوة بمليون ريال، كما نثني على وقفيته التي تعدت المائة مليون ريال في ثوابه وأمهاته جعلها الله له فرحا غامرا يوم يلقاه. * تبتهج الروح بمنائر الخير، وأشجار العطاء الظليلة، ورحمة القلوب التي تؤمن بأن الرحماء يرحمهم الرحمن. * معه المال، والصحة، والوقت ولم يفكر مرة أن يحج، كلما ذكره محيطه (روح حج قال بدري) أخشى أن يهاجمه هادم اللذات وهو ما زال يهزي بدري! * جارنا بكى بكاءً مريراً لأنه لم يحصل على تأشيرة الحج هذا العام، اسأل سعادة وزير الأوقاف أما من حل يوقف كل هذه الآلام. * وزارة الداخلية تنظم رحلة حج لمجموعة متميزة من ضباطها وضباط الصف، لفتة نبيلة جميل أن نراها تتكرر في مواقع أخرى كأجمل تكريم. * من طبع "الجميل" الذي تقدمه الوفاء فكما يصدر منك يرتد إليك. * كل عام والقلوب بخير.