13 سبتمبر 2025
تسجيلكان هناك مثال شائع قديما يقول: قل لي من تصاحب أقول لك من أنت!، أما الآن فقد تغيرت الأحوال قل لي من تصاحب أقول لك لماذا هم حولك!! وكيف يستفيدون منك، فالمنافقون أصبحوا في زماننا الحالي أكثر صدقاً وعزيمة من الصادقين، أما الذي يخبرك بعيوبك قبل محاسنك ولا يزين لك المساوئ ويخبئ عنك الفضائل، بل هو واضح وضوح الشمس ويقول لك الحقيقة في وجهك قله من يتواجد ويقول ذلك وهذا هو الصاحب الحقيقي وشريك الحياة والروح سواء كان صديقا أو قريبا أو زوجا أو حتى زميل عمل. وفي كتاب الأمير لميكافيلي ينصح من يأتي من بعده ويريد الحكم بأن يحتفظ بأكبر عدد من المنافقين إلى جواره، بل ويشجع المبتدئين منهم على أن يتمرسوا على أفعال النفاق والمداهنة، لأنهم بمثابة جيشك الداخلي الذي يدافع عنك أمام الشعب باستماتة. سيباهون بحكمتك حتى لو كنت أكبر الحمقى، ويدافعون عن أصلك الطيب حتى لو كنت من الوضعاء، ويضعون ألف فلسفة لأقوالك التافهة، وسيعملون بكل همة على تبرير أحكامك وسياساتك العشوائية، ويعظمون ملكك، كلما أمعنت في الظلم وبالغت في الجباية، ومن ثم ألق لهم بعض الامتيازات التافهة التي تشعرهم بتفوقهم عن باقي الشعب. ولكن احذر، لا تتخذ منهم خليلاً أو مشيراً لك، ولا تأخذ منهم مشورة أبداً، لأن مشورتهم خادعة، ومجالستهم ستجذبك فوراً إلى الوضاعة وتجلب لك العار، ألق لهم الفتات باحتقار ولا تُعلِ من قدر أحدهم، اجعل لهم سقفاً لا يتخطونه، وكن على يقين بأنهم سيصبحون أكبر خطر يتهددك، وسيتحولون في لحظة إلى ألدّ أعدائك، إذا تهاوى ملكك أو ضعف سلطانك، أو ظهر من ينافسك بقوة على العرش، سيبيعونك في لحظة لمن يدفع أكثر، ويقدمون فروض الولاء والطاعة لمن يأتي من بعدك بدون لحظة أسف على رحيلك، يجب عليك أيها الحاكم أن تتعلم كيف تفرق بين حقراء القوم وأعزتهم. والمنافقون هم أحقر البشر وقد أوجدتهم الطبيعة لخدمة الملك، كما أوجدت الكلاب لخدمة الراعي، وهم موجودون في كل الممالك والسلاطين وحيثما يوجد الحاكم، وينامون على رصيف القصر. خاطرة،،، لدى بعض البشر طبيعة غريبة في التعامل، بحيث مهما تعطيه وتوفر له من نعم وخيرات يظل ساخطا وناكرا، وإذا عاملته بالحسنى والخير تنَكَّر لك وإذا عاملته بالشر وضع لك ألف حساب وأصبح منافقا مغلفا بالطيبة.