09 سبتمبر 2025
تسجيلالدكتورة مريم النعيمي باحثة تنتمي إلى ثرى هذا الوطن الغالي، وهي لا تكل ولا تمل في نبش ذاكرة الأدب والفن والفكر.. قليلون بل نادرون من يرتبطون بوشائج الحب مع الأدب والفكر والثقافة، ولدينا في قطر ولله الحمد العديد من النماذج سواء في إطار الجامعة أو خارج حدود الحرم الجامعي، وأخص بالذكر الصديقين علي الفياض وعلي شبيب المناعي، والابن الغالي علي عبد الله الأنصاري وأصدقاء الرحلة خليفة السيد وربيعة صباح الكواري وغيرهم. ولكن ما يميز الدكتورة مريم النعيمي أنها تسابق الزمن من أجل خلق تواصل مع كافة أطر الإبداع المحلي، ونبش الذاكرة الجمعية للشعر والشعراء وأصحاب القلم في وطننا.. ولعل آخر مقترحاتها ما يخلق مع المثل الشعبي عوالم أكبر.. وهذا عالم آخر يضاف إلى جهود الدكتورة مريم في إطار اهتمامها الجدي، والحقيقة أن الأمثال قد لعبت دورًا في رسم العديد من الأعمال الدرامية في إطار المسرح وغيرها من الفنون مثل الغناء على سبيل المثال لا الحصر. مثلاً الصديق الكاتب والباحث الشعبي خليفة السيد في أولى إطلالاته في خوض غمار التأليف المسرحي طرح أبعاد المثل الشعبي مجالاً لبناء نموذجه في نص "من طول الغيبات.. جاب الغنائم"، والدراما الإذاعية في كل المنطقة قدمت العديد من الأعمال في هذا الاتجاه.. "مدّ رجولك على قد لحافك، أحبك يا ولدي.. أحبك يا نافعي، من طق طبلة قال أنا قبله، اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، الثوب الطويل يتع راعيه". ومئات الأمثال التي بنى عليها المؤلف الخليجي أحداث عمله الدرامي إذاعيًا.. كما أن التلفزيون والمسرح اتخذ من هذا الإبداع الجمعي مسارًا آخر.. مثلاً لعب المرحوم موسى عبد الرحمن دورًا في هذا الإطار فقدم "اللي ما عنده قلم.. ما يسوى القلم". وهكذا نجد أن الكل قد استفاد من الأجيال السابقة في رسم مضامين تخلق مع الواقع الحالي إطارًا تكامليًا.. نعم فقد لعب المثل الشعبي في كل أطر الحياة سواء في النصح أو التحذير والتنبيه أو استحضار ما يشكل موقفًا كوميديًا.. حتى إن عددًا من مشاهير فن الكاريكاتير عندنا وبخاصة الفنان القدير سلمان المالك ومحمد عبد اللطيف يسبغون على أعمالهم من خلال اللجوء إلى المثل بُعدًا أعمق وأكثر تأثيرًا، وهكذا نجد أن المثل الشعبي عالم زاخر حقًا في مدّ المبدعين بكل ما يشكل جسرًا للتواصل مع الحاضر.. وللحديث بقية.. [email protected]