29 أكتوبر 2025

تسجيل

السلام والإرهاب في عرف الإسلام... عرض ونماذج

22 سبتمبر 2014

إن النظرة المتعمقة التي يجب أن تسود في أوساط الحكومات العربية والإسلامية، خصوصا إذا أرادوا ألا يكونوا كالنعامات التي تطمر رؤوسها في الرمال، هي ألا يستمر غرورهم بسراب أمريكا في السابق والحاضر وألا يخدعوا ببرقها الخلب، فما هي بالصادقة يوما.وإن معظم الشرور إنما تشتعل علينا بسببها، لاسيما أنها الطائعة الملبية للمنظومة اليهودية الصهيونية، ولكننا لا نزال نثق بأقوالها ومؤتمراتها، بل مؤامراتها ولكأنها حزام التي وصفها الشاعر العربي:إذا قالت حزام فصدقوها فإن القول ما قالت حزامِومن هذا المنطلق فإننا بدافع الدين والأخلاق والقيم العربية والإسلامية وبما عرفناه في المقال الماضي عن نظرة الإسلام إلى الإرهاب ودعوته إلى السلام، نؤكد من خلال الواقع وسبر التاريخ في الماضي والحاضر أن أمريكا لا تتوجه أبداً إلا لتحقيق مصالحها الإستراتيجية، وإن حروبها لتشهد عليها دوما، وأنه لا يعرف ما يدور وراء إستراتيجيتها من خفايا خبيثة تعد في الفهم الدولي إرهابا معنويا، فاستلاب أفكار الآخرين بالقوة والطغيان إرهاب كما هو الإرهاب بالتدخل الفعلي والاحتلال ولذلك فإن هذا التحشيد بهذه "البروباجندا" ضد ما يسمى داعش التي لا نؤيد توجهها في العديد من المواقف الفكرية الخوارجية وهو ضرر بعينه، إلا أننا لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بقبول إرهاب دولي لتحالف بأربعين دولة وتدخلها بحجة داعش واستثناء الإرهاب الشنيع في دول أخرى وعلى رأسها إيران التي أصبحت الدولة الواحدة والأربعين بعد أن اتفقت مصالحها مع المصالح الأمريكية، وكان مرشدها الأعلى يقول: إننا فخورون بعدم الانضمام لمن تلوثت أيديهم بالدماء يعني أمريكا ولكنه بين عشية وضحاها تتبدل الأفكار لأن أمريكا وإيران إرهابيتان وبلاشك وهما باطنيتان حقيقيتان حيال الغير الخاص بحسب التوجه والمآل ومن قرأ الكتاب المنهجي عن أمريكا والذي هو بعنوان "أمريكا بلد المتناقضات، طبع دار الفكر2007 للملف مازن موفق هاشم" وصل إلى ذلك بالأدلة والأمثلة، وأما إيران فإن كل تاريخها يشهد لذلك، لأن الباطنية دين لها، بل إن التقية عند الشيعة تسعة أعشار الدين ولا دين لمن لا تقية له كما في تفسير الحسن العسكري ص: 320 ونقلوا عن الإمام الباقر محمد بن علي الحسين، "خالطوهم بالبرانية وخالفوهم بالجوانية"، كما في كتاب الكافي 2/220، وإنهم يقولون: إننا ملتزمون بها تجاه الغير المخالف حتى يظهر الإمام المنتظر، فمن ترك التقية قبل خروجه فليس منا، كذا في كتاب إعلام الورى للطبرسي 2/241، ولذلك فهم يعتبرون اتباعهم لها مسألة دينية مقطوع بها ضد أهل السنة والجماعة، بل يتقربون إلى الله وإلى علي- رضي الله عنه وحاشاه من فعلهم - بها فيجب ألا يستغرب ما نراه من مواقفهم الكاذبة المنافقة الملتوية وتصريحاتهم الدينية والسياسية والأخلاقية التي تتلوى تلوي الحرباء وحسب الهوى وطلبا إلى بلوغ الدولة الشيعية الكبرى في العالم العربي والإسلامي، بل وتصدير ثورة الخميني والإرهاب الشيعي المؤسسي إلى العالم أجمع ولعل أفعالها أكثر دلالة على أقوالها، بينما لا نرى دولة سنية واحدة في العالم تعمل على هذا التصدير وافتعال الفتن ولم نر أي مجموعة سنية ذهبت إلى بلاد الشيعة الكبيرة والصغيرة لتشيع أهلها، فهم المعتدون البادئون بإثارة الخلاف الديني وتصوير مذهبهم أنه الأحق بالاتباع، تحت ستار حب آل البيت، هم منهم ومن افتراء اتهم براء، وحيث إنهم توصلوا أن الشعوب لا يمكن أن تنصاع لهم بالبرهان لأنهم فاقدوه، فقد رأوا أن لا مجال للوصول إلى ذلك إلا بالطغيان والقوة وإعدادها واتفقوا مع المشبوهين والعملاء في الوطن العربي والإسلامي وكذلك مع أمريكا واليهود والغرب وهند سوء أمورا معروفة بوثائقها، وأعلنوا خلاف ما يبطنون وأنهم دائما ضد أمريكا وإسرائيل وقوى الشر والاستكبار، بيد أن الحقيقة غير ذلك وهم وأمريكا من يتحملون مسؤولية نشر الإرهاب بشكل ممنهج مترافق مع نشر "بروباجندا" الحشد الطائفي من وسائل الإعلام، وإن الذي حدث ويحدث في سوريا ولبنان والعراق، واليمن كنماذج أكبر دليل على ذلك، ففي سوريا، كم أعانت إيران على إخماد الثورة - والتي لا تزال باقية قوية - والاشتراك مع اللانظام السوري الطائفي حليفها وشريكها على قتل السوريين، بل أصبح أطفالنا يذبحون بفتاوى إيرانية وأشركوا منذ عام 2011 جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر ومقاتلين آخرين من لواء أبي الفضل العباس ثم دخل حزب الله بشكل معلن فاقع منذ أبريل 2013 في القصير وريفها بعد جرائمه غير المعلنة قبل ذلك ثم دخل لواء ذي الفقار وكتائب حزب الله في العراق وكتائب سيد الشهداء وقوات الشهيد محمد باقر الصدر ولواء عصائب أهل الحق وشاركت بكل فعالية قوات الحرس الثوري الإيراني بفيلق القدس بقيادة قاسم سليماني، إضافة إلى مقاتلين شيعة آخرين من أفغانستان وباكستان واليمن (الحوثيون) وحتى من جنسيات إفريقية وارتكب هؤلاء أفظع الجرائم بحق السوريين والسوريات مما يندى له الجبين ودافعت إيران عن ذلك بحجة حماية المراقد مرة وبحجة الدفاع عن نظام ممانع مقاوم ضد إسرائيل مرة أخرى والمعروف نتيجة أن هذه الادعاءات كاذبة وإنما شاركوا لأن الأسد ونظامه فرع وامتداد لإيران والشيعة فقط وغضت أمريكا الطرف عن مساعدة الشعب السوري الذبيح ولم تصدق معه مرة واحدة، بل خذلته وتآمرت هي وإسرائيل وإيران عليه وقد قال السفير الأمريكي السابق في دمشق "روبرت فورد": إن أمريكا لا تريد إسقاط النظام، وما قيل في سوريا يقال في لبنان، حيث تغاضت أمريكا عن فعل حزب الله اللبناني الممثل في الحكومة اللبنانية ولم تناقشه مرة بحجة موقف لبنان من النأي بالنفس عن أحداث سوريا وقتل من قتل وجرح من جرح بسبب تدخله الذي كرر ادعاءات الشيعة نفسها، كيف لا وهو تابع لقم والمرشد خامنئي، ليثبت أن إيران في لبنان. وكذلك العراق وما فعله المالكي ولا يزال مع رئيس الوزراء الجديد العبادي الذي لم يغير شيئا جوهريا في الحكومة، بل أبقى المالكي، طبعا بأمر أمريكا وإيران نائبا في الحكومة والدليل أنه فعال فيها أن الفلوجة ومدنا أخرى ما زالت ترمى بالقصف ويقتل ويشرد منها الأبرياء.أما اليمن فلها حديث آخر وكل ما نشهده اليوم من سيطرة للحوثيين إنما جاء بمشاركة إيرانية منذ عام 2004 وسكوت أمريكي عما يحدث لإتمام صفقة باب المندب وإرجاع نظام علي صالح كثورة مضادة كما فعل بمصر ويفعل بليبيا وتونس.إننا لا نشك أبداً أن أمريكا وإيران متفقتان على مصالح مختلفة وما الملف النووي إلا لذر الرماد في العيون وإنه إذا لم تستيقظ السعودية في الخليج والدول العربية الأخرى، بل والإسلامية، فسيندم الجميع على بسط سيطرة الشيعة - ويا للمأساة - ولات ساعة مندم.