04 نوفمبر 2025

تسجيل

هكذا ينصت الناس إليك ..

22 سبتمبر 2014

نواصل حديث الأمس حول بعض المطلوب منك وأنت تتحدث ، لأجل أن يكون حديثك مقبولاً يجد الإنصات من الآخرين .. وكان التركيز حول أسلوب الإلقاء .. الأسلوب هو أن تتحدث الى الجمهور بشكل مباشر دون تصنّع وتكلّف في الإلقاء . هذا الجمهور لا يريد منك التقعر والتشدد في الألفاظ ، بل هو يريد منك الحديث الأخوي المباشر . يريد حديث القلب الى القلب . لا تحاول أن تتميز عليهم بكلامك ، مهما كان هذا الكلام قوياً ومؤثراً . أرسل كلماتك مع حرارة نفسك الى نفس وقلب الجمهور ، وسيجدها بالفعل حارة مؤثرة ، يتفاعل معها بنفس القوة . إضافة الى ما سبق ، أشعرهم بأنك تتحدث إليهم هم فقط ، وأنك ما جئت إلا إليهم ، وأنك لا تتميز عليهم بشيء .. أشعرهم بالرباط الأخوي الإنساني بينك وبينهم . تحدث بشكل طبيعي كما أنت في حياتك العادية اليومية . لا تحاول أبداً أن تشعرهم للحظة واحدة أنك أتيت إليهم ، وقد تدربت على فنون الخطابة والإلقاء ، وتحاول إبراز عضلاتك في الإلقاء بالصوت وبقية أعضاء الجسم . إنك إن فعلتها ، سيكون أمر انكشافك أمام الجمهور سهلاً لا يحتاج لكثير جهد ، وسيبدأ هذا الجمهور بملاحظة مهاراتك في الإلقاء وسيُعجب بها فعلاً ، لكنه سيخرج من المكان وقد رسم لك صورة ذهنية أنك خطيب مفوه بارع ، ولكن إن جئت تسأله عن فحوى الخطاب ، لرأيت أن هذا الجمهور لم يستطع الإلمام كثيراً بما سمع منك ، لماذا ؟ لانشغاله ببراعتك في فنون التحدث !! من هنا عليك كخطيب أو محاضر أو حتى متحدث مع أفراد قلائل ، أن تجعل جمهورك يخرج وقد استوعب ما تحدثت عنه . لا نقول بأن مهارات وفنون الإلقاء غير مطلوبة ، بل على العكس ستساعدك على توصيل ما أنت بصدد إيصاله من رسائل ومعان ، لكن القصد هو عدم التركيز على ذلك بإظهارها بتكلف ملحوظ ، إذ بدلاً من ذلك ، تحدث بصورة طبيعية كما أنت ، فهنا ستجد أن هذا الجمهور وقد انتبه للمعاني وبدأ يستمع إليك وينصت ، بل وسيعي ما يسمع ، دون أن يلاحظ وينشغل بأنك خريج معهد كارنيجي لفنون الإلقاء .. جرب وانظر ماذا ترى .